صنعاء- هدى الشرفي أكد المدير الطبي في المستشفى السعودي الألماني, الدكتور قاسم حمدي الناظري, أن خطورة فيروس كورونا تكمن في سرعة انتشاره, وفترة احتضان المصاب للفيروس فترة طويلة دون أن تظهر عليه الآثار منذ وقت مبكر؛ الأمر الذي يجعل المصاب يعدي أشخاصا كثيرين وهو لا يعرف وبدون قصد. موضحا, في تصريح صحفي, أن الفيروس غامض ولم يستطع الأطباء تحديد موعد محدد للقضاء عليه, هناك من قال بأن درجة الحرارة يمكنها أن تقضي عليه, على أساس أن الفيروس يموت عند درجة حرارة من 25 وما فوق, لكن لم يثبت علميا. مشيرا إلى أن بروتوكول العلاج يتطور فبرنامح علاج شهر ديسمبر غير برنامج علاج يناير ويناير غير فبراير, فعن طريق البحث يجدون تطورات فرضية للفيروس, بحسب إفادة فريق في مستشفى ووهان الصيني, الذي تواصل فريق من المستشفى السعودي الألماني بهم عبر الفيديو, حيث تحدثوا عن فرضيات في مكافحة الفيروس, فهم لم يعتمدوا بالنسبة للتشخيص في كل الحالات على جهاز” سي في ار”, واعتمدوا في معظم الأحيان على الأشعة المقطعية. منوها بأن الفيروس سريع العدوى وينتقل عبر لمس الأسطح أو الرذاذ من شخص مصاب, وعبر العين والفم والأنف, ولذا يجب تنظيف اليدين بالماء والصابون أو التعقيم, بين الفينة والأخرى. وقال إن الهلع الكبير, الذي حصل في ايطاليا, هو أن عندهم خمسة آلاف سرير عناية, وعندهم أكثر من خمسين ألف مصاب؛ فمن الصعب أن تستوعب هذا العدد الكبير من المصابين بالفيروس, هذا إضافة إلى المرضى الآخرين, الذين يحتاجون عناية خاصة, مثل مرأة تلد بعملية قيصرية أو المصابين بالحوادث المختلفة, فحتى لو وفرت لهم غرفا خاصة يكون كادرها الطبي منشغل ومنهك جدا, فيتم تصفية كبار السن, والاهتمام بصغار السن, الذين هم في سن الإنتاج. وعن وجود أدوية ولقاحات للفيروس أوضح الناظري أن الأطباء لم يتوصلوا إلى لقاح أو علاج معين, والأدوية, التي استخدموها والخاصة بعلاج الملاريا جربوها ووجدوا نتائجها جيدة, لكنها لم تعتمد بشكل رسمي من قبل منظمة الصحة العالمية. وأوضح الناظري أن نسبة الوفيات ليست عالية في حدود0.5 إلى 3٪ وتختلف من دولة إلى أخرى, يعني لو عندنا ألف مصاب؛ فالوفيات في حدود الثلاثين وفاة, ولكن الذي يخوف هو سرعة الانتشار, وهو ما يقلق؛ فعندما يأتي ألف أو ألفين في أسبوع مثلا؛ يمكن أن تعالجهم, ولكن إذا كان العدد يفوق الخمسين ألف مصاب في أسبوعين أو ثلاثة فهذه مشكلة. وعن سبل تفادي الإصابة بالفيروس أوضح الناظري أن الوسيلة الأفضل للحد من انتشار الفيروس هو العزل, كما حصل في الصين, إذ عزلوا كل شيء؛ لأنه لو الناس خرجوا من البيوت واختلطوا بالآخرين؛ فالمصاب سينقل العدوى للآخرين, وبالتالي ينتشر بصورة فظيعة؛ فالمصاب الواحد بيعدي 200-300 شخص, وهكذا ليصل العدد في الأخير إلى آلاف وربما عشرات الآلاف من المصابين, فعند وجود وباء؛ يجب الحجر الصحي فيمنع الخروج نهائيا من المنزل. وعن آثار الفيروس قال الناظري إن مواجهة الفيروس يستنفد كل إمكانيات الدولة, فعندما يكون لديك 200 سرير, وعدد المصابين بالآلاف؛ فمن تعالج, والإشكالية في انتشاره السريع, وهو يشكل عائقا للاقتصاد والتنمية, وللكادر الصحي, ويسبب الانهيار الكبير والسريع للنظام الصحي, كما حصل في إيطاليا. وردا عما يتردد أن انفلونزا الخنازير, التي اجتاحت بلادنا في شهر ديسمبر ويناير, بأنها كانت كورونا, رد الناظري قائلا بأنه لا يستبعد أنه كان كورونا, فقد أصيبت الكثير من الحالات, وتوفيت حالات كثيرة بسببه؛ فالفحوصات أكدت أن الحالات كانت تعاني من التهاب رئوي فيروسي. وعن مدى كفاءة الكمامات من تفادي العدوى أوضح الناظري أنها تستخدم لست ساعات, وبعدها يجب رميها, ويجب عدم لمسها من الوسط, وإنما من الجوانب, أما في حال تفشي الوباء فما ينفع سوى كمامات N 95 , واليمن والحمد لله حتى اليوم لا توجد حالات مصابة بالفيروس, والحالة التي في حضرموت فالحالة غامضة ولا ندري ما وراء هذه الحالة ولا ما هو الغرض منها؛ فأحيانا يقولون بأن المصاب باكستانيا وأحيانا هنديا. وعن إمكانيات المستشفى في حال تفشي الفيروس أكد الناظري أن المستشفى لديه غرفة خاصة بالعزل الصحي؛ فهناك غرفتان في العناية المركزة, وغرفة في العناية المتوسطة, وخمس غرف في الأقسام, يعني ثمان غرف عزل حسب المواصفات العالمية . ودعا الناظري الشعب الى الحذر من الفيروس؛ فالفيروس مطور وخطير جدا وفترة الحضانة طويلة, ولا تظهر على المصاب الأعراض؛ وهذا يخلي المصاب يخرج ويتعامل مع الناس وهو لا يدري؛ فيعدي الآخرين؛ فلو جلس يتنقل في الأسواق ويحتك بالناس فيعدي آلاف الأشخاص, والآلاف سيعدون عشرات الآلاف, فلا بد من أخذ البرامج والبروتوكولات, التي نزلت عالميا, وأهمها الحظر؛ فهو أولى الخطوات والمراحل لتجنب العدوى. وعن أكثر الناس تأثرا بالفيروس أكد الناظري أنهم أصحاب المناعة الضعيفة, مشددا أن تكون مناعة الشخص قوية؛ فالأشخاص كبار السن تكون مناعتهم ضعيفة؛ فينهارون بسرعة وتكون الوفاة مبكرة, فبعض الأشخاص يحتاج إلى أدوية والبعض يحتاج إلى عناية مركزة. وحذر المدير الطبي في المستشفى السعودي الألماني بصنعاء, الدكتور قاسم حمدي الناظري, في ختام تصريحه, من كثرة التفكير وطول السهر والإجهاد, وعدم التغذية الجيدة؛ لأن ذلك يضعف المناعة, ولا بد من أخذ فيتامين” سي” فهو مهم لرفع المناعة, أما فيتامين “د” فأشعة الشمس توفره, ولكن كثير من الناس يحتاجون إلى تناوله.