★بيروت – أحمد موسى
ليس صدفةً ولا عجباً بل حقيقةً وواقع أفاض به قائله والمؤتمرون الخمسون ، فما أخفاه في الجلسات المغلقة سقط في إعلانه مع سقطة لسانه إن لم يكن تقصده مخاطباً ، هي فوضى الديبلوماسية الأميركية وسقطتها السياسية ، حيث أطاح فاه باراك برأسه ولن يعود.
“هي فوضى”… إستعارة مجازية لمصطلح لا يليق بالديبلوماسية ولا بمقام قائله كممثل لدولة عظمى؟ بل هي “غريزة” التفوق والتعاطي من فوق و”السامية” ليس مع الحضور الصحافي والإعلامي الذي بادل الإهانة بالصمت وإنما مع منبر رئاسي يمثل رمز الدولة وصورتها وصوتها. وإذا كان كلام براك المباشر نحو الصحافة بهذا المستوى فكيف ينظر إلى من يلتقيهم في أروقة المقار؟، وبأي لهجة يتوجه إليهم؟.
يليق بدبلوماسية باراك الحقير الوضيع الثعلب والمنحط، الجبان الخائن الدنيء عديم الضمير الفارغ والشرير السفيه، المتعجرف الغرور المنحط والمتكبر، المنافق الأحمق الأبله السخيف الثرثار الغبي الفارغ الساذج المتملّق واللقلاق.
وكما قيل:
أيا ذا الفضائل واللام حاء // ويا ذا المكارم والميم هاء
ويا أنجب الناس والباء سين // ويا ذا الصيانة والصاد خاء
ويا أكتب الناس والتاء ذال // ويا أعلم الناس والعين ظاء
تجود على الكل والدال راء // فأنت السخى ويتلوه فاء
ونعْم السيادة اللبنانية التي تجلت اليوم من على منبر رئاسة الجمهورية.. ونعم الجمهورية القوية والحكم الرشيد الذي فرّط بما تبقى من ماء وجه الوطن قبل كرامة أهله وإعلامييه.. والمؤسف أن “الأسف” كان أعلى أسقف المواقف مقابل كل التصريحات اللاأخلاقية والاستكبارية والصهيونية التي صدرت عن وفد أميركي اجتاح السيادة اللبنانية من منبر قصر بعبدا، فكان وصف توم براك لسلوك الاعلاميين في القصر بالحيواني والفوضوي وغير الحضاري، فيما حاضر السناتور “ليندزي غراهام” متحدثا باللغة الصهيونية بلا قناع أميركي، فأطاح بكل محاولة تأويل أو تلطيف اللبنانيين للموقف، قائلاً: “لا تسألوني أي أسئلة عما ستفعله إسرائيل قبل أن تنزعوا سلاح ح-ز-ب الله الذي هو عدو الشعب الإسرائيلي، واذا لم يتحقق ذلك فلا معنى للمحادثات”.
لعل كلام ليندسي غراهام، رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ الأميركي، يلخص بوضوح ولو فظ ما تريده إسرائيل أولاً ومن خلفها الولايات المتحدة من لبنان. فإسرائيل التي اتخذت من هجوم السابع من أكتوبر “حُجّة” لارتكاب ما ارتكبته من غزة إلى إيران مروراً في لبنان واليمن، لن يوقفها شيء عن تنفيذ هدفها، وهي وضعت معادلة مفادها أن أمنها يعني وجودها، وعلى هذا الأساس تُحارب على كل الجبهات وهي لن تتراجع.
ليندسي غراهام نقل الى قصر بعبدا الرسالة “الإسرائيلية” هذه من دون كلام منمق، حينها فقط يبدأ الحديث الجيد. وأما ما هو دون ذلك، ففارغ المعنى. وبالموقف الحاسم أعلن أنه من دون “نزع سلاح ح-ز-ب الله ستكون مناقشة الإنسحاب مع إسرائيل بلا جدوى”.
الرسالة والرد الإسرائيلي على ورقة باراك وصلت “لبنان منزوع القوة ومسلوب السيادة والقرار”، إسرائيل تعربد في غزة ولبنان واليمن، وتتحضر للهجوم على إيران بعد أن حصلت على كامل أهداف الدفاعات الصاروخية الجوية عبر روسيا وقادم الأيام حبلى بالمفاجآت.. والعين على اليمن.
وبلسان بنيامين نتنياهو قال: عند نزع السلاح يجب على نتنياهو النظر الى لبنان بطريقة مختلفة وإسرائيل لن تنظر إلى لبنان بطريقة مختلفة إلا إذا قام لبنان بأمر مختلف.
وبأدوات الشرط والاستثناء خلط غراهام الأوراق وعقد الأوضاع وأعاد الأمور إلى النقطة صفر وبدل الصوت الواحد حظيت إسرائيل بصوتين أعاد توم براك ومرافقته مورغان أورتاغوس في أحدهما الأزمة إلى مرحلة الاقتراحات والاقتراحات المضادة ومعها عودة إلى المربع الأول بخطوة مقابل خطوة جديدة جرى من خلالها تسويق معادلة انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس والحدود مقابل خطة الجيش.