عبدالإله عطشان
في عالم الصحافة حيث تتقاطع الحقيقة مع التحدي يبرز الصحفي حسن عبد الوهاب الوريث كـ قلم ناري لا يلين وكـ صوت شجاع لا يخشى سوى الله والضمير لكن وراء هذا الإعلامي الصلب الذي كرّسته مقالاته الجريئة أحد أبرز المدافعين عن الشفافية في اليمن يقف إنسانٌ يتمتع بأخلاقٍ رفيعة وروحٍ دافئة وفكاهةٍ تذيب جليد الصعوبات
قلمٌ ضد الفساد.. وقلبٌ مع الإنسان
عندما يُذكر اسم الوريث تتداعى إلى الأذهان تحقيقاته التي كشفت زوايا الفساد ومقالاته التي هزّت أركان الإفلات من العقاب ففي مسيرته الحافلة لم يكن مجرد صحفي بل كان حارساً للقيم كما وصفه جمال الشامي مدير المدرسة الديمقراطية خلال تكريمه الأخير تقديراً لدوره في تعزيز النزاهة لكن من يعرفه عن قرب يدرك أن الرجل رغم صلابته المهنية يحمل في تعامله اليومي لطافةً نادرة وابتسامةً لا تفارق محيّاه ونكتةً تزرع الأمل حتى في أحلك الظروف
يقول أحد زملائه الوريث يعلمنا أن مقاومة الفساد لا تعني فقدان الإنسانية فهو ينتقد بحدّة لكنه يصغي باحترام ويضحك من القلب حتى في لحظات الضغط هذه الروح جعلت منه نموذجاً للصحفي المتكامل شجاع في قلمه راقٍ في خلقه ظريفٌ في حديثه
فكاهةٌ في زمن اليأس
في غرف التحرير أو خلال اللقاءات الجادة يُضفي الوريث بلمساته الفكاهية جوّاً من الإيجابية يُذكر أنه خلال تغطيته لإحدى القضايا الشائكة علّق مبتسماً الفساد كالشبح يخاف من الضوء ونحن صحفيون لا نملك إلا مصابيح الكلمات هذه النكتة لم تكن مجرد تهويدة لتخفيف التوتر بل رسالةً مفادها أن الكلمة الصادقة قادرة على مواجهة الظلام
تكريمٌ يستحق أكثر من وسام
التكريم الذي حصل عليه الوريث من المدرسة الديمقراطية في 9 أغسطس والمقرر تكراره في اليوم العالمي لمكافحة الفساد (9 ديسمبر) ليس مجرد تقدير مهني بل اعترافٌ بـ صحفي استثنائي جمع بين المبادئ واللين وهو نفسه علّق بتواضع هذا التكريم لكل صحفي يرفض أن يُكمّم فمه
لكن الأهم من الجوائز هو الإرث الذي يبنيه الرجل إرثٌ من الشجاعة والأخلاق والفكاهة الذكية ففي بلدٍ يعاني من ويلات الفساد يبقى حسن الوريث دليلاً على أن القلم الناري يمكن أن يكون أيضاً قلباً دافئاً وأن الكاتب العظيم هو من يترك وراءه سطوراً من الحق وذكرياتٍ من الإنسانية.