_ بإمكان القادة صناعة رياضة على مستوى عال متى ما وجد الضمير
_ اللعبة ماتت إدارياً بسبب اسلوب التعاطي مع المنتخبات الوطنية
_ إدارة الاتحاد تعمل بظرف استثنائي لكنها فوتت فرص كثيرة
_ حان الوقت لتغيير ادارة العنيد
أُطلِقَ عليه لقب الزرياب، صاحب رقم قياسي عالمي إلا أنه لم يلقى حقه من الانصاف في ذلك، إذ سجل سبعة أهداف بشكل مباشر من الضربات الركنية الى المرمى وهو ما لم يفعله أي لاعب على مستوى العالم حتى الآن، عرفه الجمهور جيداً وأحبه كثيرا، معه عاش عنيد اللواء الأخضر شعب إب زمنه الجميل وأيامه الذهبية، وحاز على الألقاب وعانق الدروع والكؤوس، كانت الفرق حينها تعرف جيداً أن الفوز على شعب إب محال في وجود الزرياب حتى وإن كانت تلعب على أرضها وبين جماهيرها، بل أن بعضها لا تجرؤ حتى على التفكير في ذلك، قدماه كانتا بمثابة بندقية خارقة في التسديد، قوة، سرعة، دقة.
على مستوى شعب إب كانت جماهير العنيد تعيش اجواء المباراة باطمئنان والزرياب أساسياً في الفريق، أما اذا دخل بديلاً فإن الملعب يشتعل فرحاً وهتافات بإسمه وغالباً ما كان يقلب النتيجة رأساً على عقب.
الحديث معه ذو شجون.. نبشنا في ذكريات أحد عمالقة كرة القدم اليمنية عبر تاريخها، واستعرضنا رأيه حول واقع اللعبة حالياً.. الكثير من المفردات في الحوار الشيق مع نجم شعب إب والمنتخبات الوطنية سابقاً الدكتور إيهاب النزيلي.
_ بداية نرحب بك كابتن للظهور مجدداً على جمهورك ؟
سعيدا جداً بتواجدي معك والعودة من خلالكم للمكان الذي نشأت وترعرعت فيه، ألا وهو عالم المستديرة.
_ كيف اصبحت علاقاتك بكرة القدم بعد مسيرة ناجحة.. وماذا يربطك بها حالياً ؟ خاصة بعد أن أصبحت دكتور جامعي ؟
لم يعد لي اي علاقة مع الكرة المحلية لا من قريب ولا من بعيد، لكن لديّ شغف بالدوري السعودي والدوريات الخمس الكبرى أوروبا.
_ بالتأكيد لديك مخزون ذكريات جميل.. اطلعنا على أهم محطات ذكرياتك مع كرة القدم ؟
ما خرجت به من مسيرة امتدت ل 15 سنة هي علاقة حميمة مع الزملاء وذكريات جميلة، لكن ما يحز بالنفس أن البيئة الرياضية اليمنية طاردة لابنائها بل يعمل البعض في المحاولة على تقزيم النجوم السابقين الذين كانت لهم جولات وصولات في الملاعب المحلية والعربية.
_ كيف تنظر الى وضع الكرة اليمنية حالياً ؟
وضع كرة القدم اليمنية منيل بستين نيلة على طريقة اخواننا المصريين، بإمكان القادة صناعة رياضة يمنية على مستوى عال، متى ما وجد الضمير الحي والقيادة المسؤولة، لكن كل ما أجده حتى هذه اللحظة هو اجتهاد يكتنفه العشوائية في كل جوانب الرياضة.
_ في ظل ركود المسابقات المحلية .. الى أين تسير اللعبة ؟ وما مستقبل المنتخبات الوطنية وعائدها على اللاعب اليمني ؟
اللعبة ماتت إدارياً.. بسبب اسلوب التعاطي مع المنتخبات الوطنية، أصبحت بطولات مناسباتية، لكن التواجد شيء جميل… لماذا لا يصاحب هذا التواجد عمل إداري احترافي يبرز للخارج ما لدينا من كوادر.. هناك ثمة فصيل يعارض تلك النظرية.
_ ما هي الاسباب التي اوصلتها الى هذا الوضع ؟
عدم توجه الدولة لدعم الرياضة والاهتمام بها يعد السبب الأول، كما أن عائدات صندوق النشئ لا تفي بالغرض.. الاندية محكوم عليها بالارتهال لمن يدعمها، لذلك لا غرابة من استمرار هذا الوضع.
_ على طريق التواجد كأمر ايجابي في المشاركات الخارجية كما ذكرت.. هل آلية طريقة اختيار تشكيلة المنتخبات الوطنية مناسبة ؟
طالما لا مرجعية بالاختيار.. أقصد لا دوري ولا نشاط.. فأي طريقة للاختيار قد تكون مناسبة شريطة عدم تدخل الوسطاء.
_ الى أي مدى وكيف يؤثر ارتهان قرار الاندية وتبعية البعض منها على منظومة كرة القدم بشكل عام ؟
اولاً، لا ألوم الأندية وإدارتها بسبب ارتهانها وفقدان ذات قراراتها، بسبب إدارة وزارة الشباب وسياساتها تجاه الأندية، للأسف الوزارة أهملت الأندية.. وبالتالي من حق الأندية أن تبحث عن قارب نجاة لها كي تسير عملها دون منغصات وعوائق مالية، بالتالي الوحيد من سيدعمهم هو من سيملك قرار الأندية عند كل محفل واستحقاق وأمر طبيعي ينعكس ذلك سلباً على أداء ومنظومة الاتحاد، ليضهر لنا في الأخير مخرجات دوري ركيك ونتائج كارثية للمنتخب.
_ كيف تقيم ادارة اتحاد القدم الحالية ؟
كي نكون منصفين.. الحكم صعب على إدارة الاتحاد حالياً كونها تعمل في ظرف استثنائي، لكن بالمقابل فوتت فرص كثيرة كان بامكانها أن تنقل كرتنا اليمنية من الحضيض الى مقارعة الكبار، للأسف يثبتو لنا أنهم غير قادرين على تقديم شيء جديد لكرتنا اليمنية.
_ ماذا تحتاج الاندية ثم اللاعب ثم المنتخبات اليمنية في ظل هذه الظروف ؟ اقصد لتسيير اللعبة والحفاظ على ما تبقى منها ؟
تحتاج الأندية إلى وجود وتوجه دولة ومن ثم اختيار إدارة رياضية وطنية تكنوقراطية وكفؤة ممنوحة كل الصلاحية.
_ كلاعب سابق عشت ذكريات حلوة ومرة مع كرة القدم .. أوضح لنا سبب عدم استمرار عطاء اللاعب اليمني وعدم احترافه في دوريات كبيرة رغم امتلاك اليمن مواهب كبيرة ؟
ثقافة اللاعب اليمني للأسف تلعب دور، كما أن السلوكيات الإدارية التي كانت الملكية للإدارة فلا يحق للاعب الانتقال من نادٍ إلى آخر هو من عجل بانهاء مسيرة لاعبين كبار أثر عليهم المردود الاقتصادي كثيراً مما هجرو الكرة بحثاً عن لقمة العيش.
_ شعب إب كان بيتك الثاني.. كيف تنظر الى مستقبل هذا النادي العريق ؟ وما هي الرسالة التي توجهها له ؟
سأظل ممنون لنادي الشعب بكل شيء، فالنادي هو من قدمني للجمهور ومن دعم مسيرتي بعد الرياضة والاتجاة للدراسات العليا، مهما قدمت للنادي إلا أني لن أوفيه حقه، النادي ينعم بمستقبل رائع متى ما توفرت الإدارة الاحترافية، والرسالة التي أوجهها لإدارة النادي..
للنادي رجال، وكثر الله خيركم لكل ما عملتم للنادي فكلنا نصيب وكلنا نخطئ، وقد حان وقت التغيير.
_ أي تغيير تقصد ؟
تغيير اعضاء إدارة النادي.
_ هل ترى أنها غير مناسبة ؟
دع التأريخ هو من يحكم على ذلك كونها أصابت واخطأت ومن يعمل يخطئ.
_ هل يمكن القول أنها سبب تراجع مستوى فريق النادي حتى على مستوى البطولات التنشيطية ؟
عند الظفر بأي بطولة فإننا ننسب كل ذلك الفوز للإدارة والجهاز الفني واللاعبين، لذا عند الفشل ومن الإنصاف أن نقول ان المنظومة بأكملها من تتحمل ذلك.
_ نعود قليلاً بالذاكرة.. هل حضي اللاعب إيهاب النزيلي بحقه من الانصاف سواء اعلامياً أو غير ذلك ؟
عانيت كثيراً من التجاهل الاعلامي اليمني لي خاصة اثناء تسجيلي لأهداف من الضربة الركنية مباشرة الى المرمى ولو كنت من صنعاء او عدن ان صفحات الرياضة المحلية والعربية تغنت بي، اللاعب الوحيد في العالم الذي استطاع فعل ذلك الى الآن، لو كان لاعب في دوري عربي شهير او اوروبي أن الاعلام ما زال يتعنى به حتى اللحظة، للأسف ما زال ذلك في قلبي، كنت اعتقد أن كل الاعلام نضيف وصادق، لكن للأسف كثير الاعلام موجه ومناطقي وعنصري.
_ باختصار.. عدد اهداف مسيرتك، من الضربات الركنية، أجمل مباراة لعبتها مع الشعب وكذلك مع المنتخب، فريقك المفضل عربياً وعالمياً، لاعب التاريخ ؟
عدد أهدافي تفوق ال 100 هدف، منها 7 أهداف من الضربات الركنية مباشرة الى المرمى..
لدى مباريات كثيرة تألقت فيها ولعل مباريات الفريق ضد وحدة صنعاء لها طابع خاص على قلبي..
أجمل مباراة لي مع المنتخب ضد المنتخب الجزائري..
ما يقارب 20 هدف تعتبر من أجمل الاهداف التي سجلتها، وكل هدف له قصة جمال ورونق خاص، فلا أستطيع الوقوف عند هدف معين..
فريقي المفضل عربيا الهلال السعودي.. عالميا ريال مدريد.. افضل لاعب في التاريخ مارادونا.
_ كلمة أخيرة ؟
اتمنى ان ارى وطني ينعم بالامن والأمان كما اتمنى ان يرفرف علم بلادي في المحافل الدولية الرياضية عاليا.