العسل اليمني.. بين الامتداد التاريخي لجودته العالمية والمعوقات التي تقف أمامه

إبراهيم الحجاجي

تاريخاً يُحكى، ارتبط اسمه بعراقة وتاريخ وطن وحضارة شعب متجذرة منذ وجود البشرية على وجه الأرض.. نعم إنه العسل اليمني الأفضل على مستوى العالم شهرة وجودة ومذاقاً وغذاءً ودواء، إلا أنه يواجه العديد من المشاكل تعيق طريقه نحو توسيع انتشاره إنتاجاً وتسويقاً وتصديرا، حتى يحكم سيطرته العالمية تماماً كونه الأفضل بين نوعه على مستوى العالم.

في هذه المادة نستعرض لكم مع عدد من النحالين ومنتجي العسل عددا من الأمور التوضيحية في هذا الجانب.

حيث أوضح رئيس الجمعية اليمنية للنحالين ومنتجي العسل رئيس مؤسسة جبال اليمني للعسل والمنتجات الطبيعية عبدالله يريم، أن العسل اليمني يظل الأشهر والأكثر جودة عالمياً، وما يزال رقماً صعباً بين أعسال العالم، وما حصد الجوائز في المؤتمر الأول والثاني بباريس وحصوله على جائزتين ذهبية وجائزة بلاتينية إلا لدليل واضح بأن العسل اليمني ما زال يحتل صدارة أعسال العالم، منوهاً الى بعض المشاكل المعنوية وإن كان هناك بعض المغرضين أو المشككين بالعسل اليمني؛ فاليمن تتعرض لحرب منذ أكثر من 10 سنوات، هذه الحرب شملت جميع نواحي الحياة، ومن ضمنها الحرب الاقتصادية، ومنها الحملة التي تستهدف العسل اليمني لمحاولة التقليل من قيمته الدوائية والغذائية.

واستعرض يريم أبرز ثلاثة مشاكل تواجه العسل اليمني، التي تتمثل باستيراد العسل الخارجي والاحتطاب الجائر للأشجار التي تتغذى منها النحل والمبيدات الفتاكة التي تقتل الكثير من النحل، إلا أنه تم منع استيراد العسل الخارجي باستثناء العبوات الصغيرة وما زال الموضوع قيد الدراسة لمنعها بعد التأكد من أن الإنتاج المحلي يكفي لتغطية السوق، أما مشكلة الاحتطاب يوضح أنه بدأ إثارتها منذ عشر سنوات، وتقدم بالموضوع الى وزارة الزراعة وكذا تم مناقشته في مجلس الشورى، وما زالت هذه المشكلة قائمة رغم أن هناك تجاوب من الجهات المختصة الا أنها لم تنه المشكلة لأن الموضوع بحاجة الى تعاون رسمي مجتمعي، كون تأثيرها كبير على الإنتاج المحلي، أما بالنسبة لمشكلة المبيدات الفتاكة، بيّن يريم أنها ما زالت تدخل البلاد عبر المنافذ التي لا تقوم بدورها بمنع المبيدات غير المرخص لها، وان كان هناك بعض مكاتب الزراعة أصدرت تعاميم بمنع تداول السموم المهربة أو رش المبيدات في الفترة الصباحية التي تنعكس سلبا على النحل، معبرا عن أمله بأن تقوم الجهات المختصة بالحد من هذه المشاكل مع تقديره للجهود التي بذلت، كما أن الحصار على اليمن أثر على تصدير العسل اليمني، ولا يوجد شركات شحن وان وجدت تكون بمبالغ باهظة.

وعن كيفية تمييز المستهلك بين العسل اليمني والخارجي أو الصناعي، قال إن المواطن اليمني لديه حس تجريبي وتذوق للعسل، والأغلب يستطيع التمييز بين العسل اليمني من العسل الخارجي أو الصناعي، باستثناء الأعسال التي تدخل بأحجام قليلة باسم معين وببطاقة بيان، أي أنها معروفة تماما أنها أعسال مستوردة.

وعن فحص وتقييم العسل ونظرا لامتلاك مؤسسة جبال اليمن للعسل والمنتجات الطبيعية معمل خاص لهذا الغرض تحدث عبدالله يريم قائلا “معمل جبال اليمن من المعامل الرائدة في تحليل وتقييم العسل والمنتجات الطبيعية والأدوية العشبية، وتأسس عام 2002 أي ما يقارب 23 عاما وبشهادتي الهيئة العليا للأدوية وهيئة المواصفات والمقاييس ما يزال يحتل الصدارة من حيث جودة العمل والانتاج، كما أنه يخضع للعديد من الاشتراطات الصحية والمقاييس الموجودة لدى الهيئتين، يمكن الاستفادة من معمل مؤسسة جبال اليمن من حيث التعبئة ومعملنا مفتوح لأي منتج او تاجر عسل بإمكانه ان ينزل السوق برمز معين وبإمكانه أن ينتهج نهج الشركات الكبرى في عملية التغليف والتعليب، في المعمل هناك قسم مختبر ميكروبيولوجي، ومن خلاله بإمكاننا فحص العسل، بالإضافة الى قسم للفحص الفيزيائي لفحص عينات تصل الى المعمل سواء من جهات رسمية أو من بعض التجار ومشتريي العسل لفحصه كوننا نملك خبرة ما يقارب من ثلاثين عاما”.

واختتم حديثه بالقول “تاريخ العسل اليمني عريق بعراقة الإنسان اليمني، وليس وليد الحاضر بل كان ضمن سلم اقتصاديات الدول اليمنية القديمة كدولتي عيبان وقتبان، وكان يعد من الركائز الأساسية للاقتصاد، وحاليا الدولة وضعت العسل ضمن المنتجات الاستراتيجية الخمسة للبلاد لأهمية العسل من حيث قيمته الاقتصادية والغذائية والدوائية وشهرته وجودته العالمية”.

من جهته أشار أحد النحالين ومنتجي العسل غالب النهاري من محافظة المحويت الى أن العسل اليمني يعتبر أجود أنواع العسل في العالم، حيث يتميز بتركيبته الفريدة وخصائصه العلاجية، وأن العسل اليمني له تاريخ طويل وغني يرتبط بتاريخ الشعب اليمني، حيث كان يستخدم في الطب والغذاء منذ القدم، العسل اليمني له قيمة غذائية وعلاجية عالية.

ونوه النهاري الى الإجراءات التي اتخذتها الجهات المختصة لحل المشاكل التي تواجه العسل اليمني، ومنها قرار منع استيراد العسل الخارجي لحماية المنتج المحلي وضمان جودته، إلا أن هناك عدد من المشاكل التي ما زالت قائمة ومنها احتطاب الأشجار التي تتغذى منها النحل حيث تعتبر مشكلة بيئية واقتصادية، حيث يمكن أن يؤثر على إنتاج العسل وتدمير البيئة.

وقال النهاري إن ضعف تسويق العسل اليمني يعتبر مشكلة تعيق توسيع إنتاجه وتصديره، وهو ما يجب أن تتكاتف الجهود والأفكار لإيجاد حلول تسويقية يمكن من خلالها توسيع انتاج وتصدير العسل اليمني، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن، مؤكداً على أهمية توعية المواطنين بجودة العسل اليمني وخصائصه العلاجية، ومن المهم أيضا دعم النحالين ومنتجي العسل لضمان استمرارية إنتاج العسل اليمني.

من جهته قال أحد النحالين ومنتجي العسل معتز زيد، إن النحل والعسل بشكل عام يواجه العديد من المشاكل، إلا أن الفترة الأخيرة زادت هذه المشاكل، ومنها ما تسبب بها العدوان الأمريكي الاسرائيلي على المناطق القريبة من المناحل بقنابل فسفورية التي تأثرت منها الطبيعة من آثار الدخان المنبعث من القنابل والصواريخ في عدة محافظات، حيث انتهت مناحل كاملة في خلال خمسة أيام وأصبحت صناديق فارغة، وقبلها كان النحل سليما من كل الأمراض والآفات.

وطالب معتز زيد بضرورة تكاتف الجهود سواء من الجهات المختصة أو النحالين ومنتجي وتجار ومصدري العسل وكذا المجتمع بشكل عام، لحل كافة المشاكل التي تعرض لها النحل والعسل والتي كانت موجودة، من أجل أن يظل العسل اليمني في صدارة شهرته وجودته العالميتين وأن نحافظ على هذه الثروة القومية ونوسع انتشارها وانتاجها وأن نطور من تسويقها وتصديرها.

اخبار ذات صلة