مدير عام مستشفى الأمانة الحديث: لا بد من الوقوف بجدية ضد مروجي الشائعات

هدى الشرفي

شدد الدكتور صادق محمد الدميني, مدير عام مستشفى الأمانة الحديث في صنعاء على ضرورة أن تضطلع الجهات الأمنية بواجبها الوطني ضد مروجي الشائعات المغرضة, التي تسعى لبث الرعب والهلع في صفوف المواطنين, تعويضا عما لم يحققه العدوان والحصار طيلة أكثر من 5 سنوات من الصمود الأسطوري.

جاء ذلك في معرض رده على الشائعات, التي تحدثت عن وجود 10 حالات مصابة بفيروس كورونا في المستشفى, مؤكدا أن تلك الشائعات لا أساس لها من الصحة, وقد سبق وأن نفتها وزارة الصحة والسكان, وهي الجهة المخولة بالإعلان عن وجود حالات مصابة بالفيروس أو خلو اليمن منه.

وقال الدميني في تصريح صحفي إن المستشفى تعرض لشائعة تفيد بوجود 10 حالات مرقدة في المستشفى وأتوا بأسماء وهمية, وكان المستشفى يتلقى في اليوم الواحد أكثر من ألف اتصال, والغرض إثارة الهلع والخوف, حيث نشر شخص في حسابه في الفيس بوك تلك الشائعة ثم ألغى المنشور, وقد كذبت الوزارة هذه الشائعة وأكدت أن المستشفى لديه كوادر مؤهلة وفي حال تم الاشتباه بشخص فهو سوف يبلغ عمليات الوزارة, التي تعتبر الجهة المخولة بالإعلان عن الحالات.

منوها بأنه لولا التطمينات عبر المواقع الإخبارية وموقع المستشفى؛ لكانت الناس في حالة رعب وهلع, ولكن برغم ذلك لا يزال هناك من يصغي ويروج وينشر مثل هذه الشائعات الكاذبة.

ونفى بشدة الشائعات, التي تقول بأن هناك تكتم لحالات مصابة بالفيروس في اليمن, وأن الوزارة لا تتعامل بشفافية مع الموضوع, مؤكدا عكس ذلك؛ فإنه لو تم اكتشاف حالة واحدة أو أكثر؛ فالوزارة ستعلن للرأي العام وللمنظمات الدولية؛ لتقوم بدورها المناط به, مشددا على الجهات الأمنية أن تقوم بتتبع مصدر هذه الشائعات, التي افزعت المواطنين, والضرب بيد من حديد لمروجيها, حيث وهي إساءة للمجتمع وإثارة الذعر والخوف والهلع.

مشيرا إلى أن وزارة الصحة تبلغ الرأي العام بكل جديد بشكل يومي, وتم تكذيب هذه الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية وعبر الناطق الرسمي لوزارة الصحة, حيث نفى هذه الشائعة جملة وتفصيلا, ورغم كل هذا لا تزال هذه الشائعات تتردد ويجدون من يصغي لها ويقوم بنشرها على أعلى نطاق, والحقيقة أنه إلى الآن لا توجد حالة واحدة معلنة عبر وزارة الصحة العامة والسكان.

لافتا إلى أن هذا الفيروس ينتقل عبر الحدود, والوباء إذا لا قدر الله وانتشر في اليمن؛ فهو فوق طاقات المستشفيات الحكومية والخاصة مجتمعة, وقد وقفت معظم البلدان العالمية أمامه عاجزة, ومع ذلك فكل المستشفيات الحكومية والخاصة على درجة من اليقظة والتأهيل العالي, وأنها على أهبة الاستعداد, وتتبع ما يصدر عن وزارة الصحة والسكان, وملتزمة بها, لأن المسئولية مشتركة, وأهم شيء التوعية المجتمعية الكافية.

ودعا الدميني إلى ضرورة غلق الحدود والمنافذ لأن الفيروس يمكن أن يأتي من خارج اليمن, مناشدا المغتربين أن يبقوا في دول الاغتراب حتى تنتهي الغمة وينتهي الوباء.

وتمنى الدميني من وسائل الإعلام أن تتصدى لهذه الشائعات وتفند هذه الأكاذيب وتلجم هذه الأفواه المريضة, التي تقلق السكينة العامة وتثير البلبلة والفزع في المجتمع.

وطالب الدميني بضرورة وضع خطة صارمة لإغلاق أسواق القات؛ فلو دحلت حالة أو عدة حالات في السوق؛ لتفشى المرض بشكل كبير جدا ولكانت القضية كارثية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ فالقات حتى لو تم غسله لا يمكن التخلص من هذا الفيروس, ونأمل من الدولة أن تتخذ قرارات صارمة وحاسمة بإغلاق أسواق القات, والدولة قادرة عبر المجلس السياسي, ومجلس الوزراء على اتخاذ هذا القرار الصارم,  فما المشكلة إذا الناس تمتنع عن القات لمدة اسبوعين أو ثلاثة.

وفي ختام تصريحه وجه الدكتور صادق محمد الدميني, مدير عام مستشفى الأمانة الحديث في صنعاء, كلمة لكل المجتمع بمختلف طبقاته وشرائحه أكد فيها أن الموضوع خطير, ولا بد من وعي مجتمعي يقظ, وعليه أن يعتبر بالمجتمعات الأكثر تحضرا ودول عظمى وقفت عاجزة أمام تفشي هذا الفيروس القاتل, وقال يجب على الجميع من الأسرة والمجتمع والدولة أن يكونوا على أهبة الاستعداد, ويقظة, وأن يلزم الشعب بيته ولا يخرج إلا للضرورة القصوى فقط, حيث والرسول صلى الله عليه سلم يقول: (ليس مِن رجل يقع الطاعون، فيمكُث في بيته صابرا محتسِبا يعلم أَنهُ لَا يصِيبه إلا ما كَتب الله له؛ إلِا كان له مثل أَجرِ الشهيد)  وفي حديث آخر قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الطاعون آية الرجز ابتلى الله عز وجل به أناساً من عباده، فإذا سمعتم به فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه)؛ فيجب الحجر الصحي والتزام البيوت, وعلى الجهات الرسمية أن تكون أكثر حزما وصرامة, واستخدام كل الوسائل المتاحة بيدها؛ لتوعية المواطنين وحثهم على التزام البيوت, والذي يخالف يجبر ويلتزم بالحجر الصحي في بيته؛ لأن هذا في مصلحة المجتمع, وعلى السلطتين ترك المناكفات في الوقت الراهن؛ لمصلحة المواطن, لأن الوباء إذا انتشر في اليمن؛ فلن يستثني أحدا لا في الشمال ولا في الجنوب.

اخبار ذات صلة