الأستاذة أروى المحويتي العزكي : شمعة أضاءت دروب التعليم في الحديدة

كتب /سعيد احمد

في منتصف تسعينيات الالفية الماضية، بزغت في سماء التربية والتعليم بمحافظة الحديدة نجمةٌ سطعت نورًا وهديًا، هي الأستاذة القديرة أروى محمد حسين المحويتي العزكي، بدأت مسيرتها المهنية في رحاب مدرسة خولة بنت الأزور الثانوية للبنات، لتنتقل بعدها إلى مدرسة بلقيس، تاركةً في كل محطة بصمةً واضحةً من التفاني والإخلاص. كانت الأستاذة أروى بحق كالشمعة التي تحترق لتضيء دروب العلم والمعرفة أمام طالباتها، تجسد أسمى معاني التربية المثالية.

لم تتوقف مسيرة العطاء عند حدود التدريس التقليدي، بل امتدت لتشمل مجال التوجيه التربوي، حيث واصلت الأستاذة أروى إلهام الأجيال وتقديم النصح والإرشاد. وبين مسؤولية التدريس والتوجيه، استطاعت أن تخط قصة نجاح فريدة، تجسدت في مشروعها التربوي الخاص: مدارس الأولى الأهلية.

لم يكن إنشاء مدارس الأولى مجرد مبادرة تعليمية، بل كان حلمًا طموحًا ورؤيةً ثاقبةً، تهدف إلى تقديم نموذج تعليمي متميز. ورغم التحديات والصعاب التي واجهت هذا المشروع، والمؤامرات والدسائس التي حاولت أن تعرقل مسيرته، إلا أن إرادة الأستاذة أروى الصلبة وتصميمها الذي لا يلين كانا أقوى من كل العقبات. وبفضل هذا الإصرار، تحولت مدارس الأولى إلى صرح تربوي شامخ، يشار إليه بالبنان في محافظة الحديدة، بفروع مستقلة للبنين والبنات، مما يعكس حرصها على توفير بيئة تعليمية مثالية لكليهما.

إن الأستاذة أروى المحويتي ليست مجرد كادر تربوي عملاق، بل هي مفخرة حقيقية لكل العاملين في قطاع التعليم بالحديدة. وما وصلت إليه من نجاح وتميز لم يكن ليتحقق لولا كفاءتها الإدارية الفذة، والتي لا تقل أهمية عن خبرتها التربوية العميقة. فهي تجمع بين حكمة المربي وقدرة القائد، مما جعل مشروعها التربوي يزدهر وينمو.

وقبل كل ذلك، فإن الأستاذة أروى هي ربة بيت وأم ناجحة، استطاعت أن تغرس في أبنائها وبناتها قيم النجاح والكفاح، ليشق كل واحد منهم طريقه الخاص نحو التميز، مصداقًا لقول الشاعر: “الأم مدرسة إذا أعددتها… أعددت شعبًا طيب الأعراق”.

إن كلمات الشكر والتقدير تعجز عن وصف ما قدمته الأستاذة أروى محمد حسين المحويتي للتعليم والأجيال في الحديدة. فتحية إجلال وإكبار لها ولكل تربوي قدير أفنى حياته في خدمة وتعليم وتربية النشء تربية صالحة وتعليمًا جيدًا.

اخبار ذات صلة