محمود الحداد
في العاصمة صنعاء، وبينما تغرق المدينة في سكون الفجر، ينهض المئات من مختلف الأعمار للالتحاق بتجمع رياضي استثنائي يحمل اسم “أحسن فريق”. هذا التجمع الذي انطلق رسميا في العام 2020م على يد مجموعة من المتقاعدين العسكريين والمدنيين، بقيادة الكابتن ناجي أبو حاتم، أصبح اليوم واحداً من أبرز المبادرات الصحية المجتمعية في اليمن.
البداية: حلم رياضي بطابع مجتمعي
بدأت فكرة “أحسن فريق” كمبادرة تهدف إلى تحسين الصحة البدنية والنفسية في مجتمع يعاني من أعباء الحياة اليومية. أسس التجمع فريقه الأول في صنعاء، ليصبح منصة تجمع محبي الرياضة من مختلف الأعمار، بدءً من الشباب وحتى كبار السن. واليوم، وبعد مرور أربعة أعوام، توسع هذا التجمع ليشمل 24 موقعاً داخل أمانة العاصمة، إضافة إلى عدد من المحافظات.
نشاطات رياضية مجانية بروح مرحة
يقام هذا النشاط الرياضي المجاني يوميًا بعد صلاة الفجر لمدة ساعة كاملة. وخلال هذه الساعة، يؤدي المشاركون مجموعة من التمارين الرياضية التي تصل إلى 40 تمريناً، تستهدف كل عضلات الجسم. وإلى جانب أداء التمارين الرياضية، يصاحبها عادة بعض اللهو واللعب والضحك، مما يضفي جواً من المتعة والمرح، ويجعل التمارين تجربة يومية ممتعة.
فعاليات اجتماعية متنوعة
لا يقتصر دور “أحسن فريق” على الرياضة فقط، بل يحرص أعضاء الفريق على تعزيز الروابط الاجتماعية بينهم. ففي ختام كل خميس، يتوجه البعض منهم إلى تناول القهوة والبن البلدي في مقهى “سمسرة وردة” في صنعاء القديمة، حيث تكتمل الأجواء بالتواصل الودي. كما ينظم بعض أعضاء الفريق رحلات جماعية إلى المناطق السياحية والأثرية خارج أمانة العاصمة، مما يساهم في تعزيز روح المغامرة والاستكشاف بين المشاركين.
أثر صحي واجتماعي ملموس
لا شك أن الرياضة المنتظمة التي يقدمها “أحسن فريق” كان لها أثر إيجابي على حياة العديد من المشاركين، حيث ساعدتهم على التغلب على أمراض مزمنة مثل ضغط الدم، والسكري، وآلام الفقرات والمفاصل، وحتى مشاكل البروستاتا. وإضافة إلى ذلك، يساهم الفريق في خلق جو من الألفة والتكاتف بين أعضائه، مما يعزز الشعور بالانتماء والارتباط المجتمعي.
لقاءات تقييمية لتعزيز التطوير
يحرص القائمون على “أحسن فريق” على تنظيم لقاء تقييمي كل ثلاثة أشهر، يجمع كافة المجموعات في أمانة العاصمة، مع مشاركة بعض أعضاء المحافظات أحياناً . هذه اللقاءات تتيح فرصة لمناقشة الإنجازات والتحديات، وتساهم في تطوير أنشطة الفريق وتحسين أدائه.
نحو مستقبل أكثر إشراقاً
مع استمرار انتشار “أحسن فريق” في مختلف المناطق، يبدو أن هذه المبادرة تحمل في طياتها الأمل لبناء مجتمع أكثر وعياً بالصحة. ويطمح القائمون على التجمع إلى استقطاب المزيد من المشاركين وتوسيع نطاق أنشطتهم، ليصبح “أحسن فريق” نموذجاً رياضياً يحُتذى به في اليمن وخارجها.
“أحسن فريق” ليس مجرد تجمع رياضي، بل هو رسالة أمل تعبر عن قدرة المبادرات المحلية البسيطة على إحداث تغيير إيجابي مستدام في حياة الناس.
عضو احسن فريق 14
اخبار ذات صلة
-
الدكتورة ماجي دميان تكتب: الذكاء الاصطناعي والاقتصاد وسوق العمل
ثار مؤخرا الحديث عن “الذكاء الاصطناعي” كمصطلح وكعلم وتداولت... -
من المستفيد من الاغراق السلعي في السوق اليمنية؟
صادق الجابري أتابع وغيري ما يجري من استهداف ممنهج... -
عبدالرحمن الكحلاني نجاح يتأكد و ثقة تتعمد
كتب/ علي عمار بادي ذي بدء لابد ان انوه...