بقلم ابو راكان الأديمي.
الدولة اي دولة تحترم نفسها وتحترم مواطنيها، عليها واجبات تجاه مواطنيها، أو رعيتها، واجبات يصعب بل يستحيل على اي دولة أو نظام وطني يمكنه التفريط بها وهي حق مواطنيها أو رعيتها عليها بالصحة والتعليم والدفاع، والتموين، والكهرباء والمياه، مجالات سيادية عيب على اي دولة أو نظام يحمل ذرة من وطنية أن يتخلى عنها، ولم يجعل أنشطة هذه المجالات خاضعة مباشرة لسلطة الدولة..
إن من الجرائم الكبرى خصخصة التعليم والصحة، أو تسليم الأمن الغذائي والخدمات الأساسية لكل من هب ودب وراغب بالاستثمار دون رقيب، وان كان هناك مؤسسات اقتصادية وطنية وتنموية فاعلة وهي قليلة ونادرة التي تعمل بضمير وطني في مجال التنمية الاقتصادية وللأسف نرى أن هناك من يحاربها ويستهدفها إما بدافع الغير والحقد أو الحسد أو لدوافع سياسية ومناطقية، فأن الصحة والتعليم إذا تم استهدافهَا وخصخصة أنشطتهما فأن الكوارث تبقى هي الحاضرة وتصبح حياة الناس مسرحا للعبث وفي بلادنا يمكن القول إن كوارث الصحة فاقت الكثير من الكوارث الوطنية، فالدولة التي تتخلي عن وظيفتها السيادية وعن واجباتها تجاه مواطنيها وتسلمهم وتسلم حياتهم ومصيرهم لترويكا الجشع والفساد الذي حولوا الصحة من خدمة الي سلعة وأصبحت المشافي بمثابة مسالخ لا يكترث القائمين عليها على حياة الإنسان بقدر ما ينهمكوا في ابتزازه ونهب ما يمتلك من إمكانيات دون أن يحصل المواطن بالمقابل من خدمة صحية ترتقي لمستوى المقابل المادي الذي يدفعه بعد أن يكون ذاق الآمرين في الحصول عليه أو باع أو رهن كل ما يملك..!
في بعض مشافينا ينعدم الضمير وتنعدم المسؤولية وتبرز حالة النهب وابتزاز المواطن وتخيل انك تسعف زوجتك أو قريبتك أو ابنتك وهي في حالة ولادة الي المستشفى فيتلقفك الموظف المالي وقبل أن يسألك أو يسأل مريضك أو مريضتك عن حالتها يوجهك اولا الى امين الصندوق هكذا؟!
تذهب صاغرا مذعورا نحو الصندوق فتدفع صاغرا ما يطلبه منك ثم تبحث عن الدكتور وتدفع ثمن استدعاء الدكتور الذي يصل إليك بعد طول انتظار، فيقرر إدخال مريضتك الي غرفة العمليات فتسلم انت امرك لله وعلى ثقة بملائكة الرحمة الذين لم يعود غالبيتهم كذلك وبعد ساعات من الانتظار والترقب والخوف يطلع لك الدكتور يقولك الحمد لله انقذنا الام ومات الجنين.. تسأل بدهشة كيف؟ يقولك اضطرينا أن نجري لها عملية قيصرية؟ طيب كيف؟ ومن سألتم؟ ومن وقع لكم على إجراء العملية القيصرية؟ فيردوا عليك بصوت جماعي كان لابد من إجراء العملية لإنقاذ الام..؟!
تسلم امرك للحي القيوم، فتدخل ترى مريضتك فتجد من يبلغك بعد عدة ساعات، انهم اضطروا الى ( استئصال رحم الام.) .؟!
هكذا دون عرض الأمر عليك قبل أن يقوموا لكل جرائمهم، لتكتشف لاحقا أن رحم الام انفجر بسبب ابر الطلق التي أعطيت للأم؟ وان الجنين كان يمكن انقاذه لو ان هناك مسؤولية واطباء أقسموا ( يمين الطب)
وستذهل أكثر لو تعرف ان هذا حدث في (مستشفى خليفة بالتربة) محافظة تعز، والضحية احد أبناء منطقة (اديم)..؟! الأسبوع الماضي.
الذي صدق انه لجاء لمستشفى وليس لمسلخ وانه توهم انه سلم قريبته لملائكة الرحمة وليس لجزارين همهم أن يسلبوك ما معك ولا يهمهم مريضك حتى لو مات يتم احتجاز جثمانه حتى تدفع تكاليف المستشفى..؟!
نعم قد تجد نفسك في موقف كهذا؟ وليس هناك من رادع أو رقيب في زمن الطب فيه سلعة تجارية وليست خدمة، زمن ليس فيه فرق بين معاملة البشر في بعض المستشفيات بل في غالبيتها وبين جزاري المسالخ وتعاملهم مع الحيوانات..؟!
فإذا أردت أن تشتكي، فالي أين تتجه؟ ومن هذا الذي سوف ينصفك؟ وان وجدت وهذا فعل من مستحيل فهل سيعيد لك من فقدته في هذا المرفق الصحي أو ذاك..
صرخة وقضية نضعها أمام كل أصحاب الشأن المسؤولين عن مستشفى خليفة بالتربية _محافظة تعز _والحادثة وقعت قبل أيام خلت ونحتفظ بكل وثائق القضية أو الجريمة.. فهل من صاحب ضمير مسؤول يقف أمام هذه القضية ويردع المتسببين بالجريمة.؟
تساؤلات نضعها برسم الرأي العام قبل أن نسمي الأشياء اسمائها، مع العلم ان هناك أطباء وممرضين في هذه المستشفى يعملون بدون تصاريح ولا ندري عما باقي من شوائب نجهلها ولكنا سوف نبحث عنها حفاظا على أرواح الناس.
للموضوع صلة