د. ابو محسن الحميري
____________________
أرسل إلي أحد الأصدقاء الأعزاء مقالا مقتضبا مكثفا عن واقع يومي -تقريبا-يعيشه مواطني المحافظات المحتله ،وكان بن لزرق صادقاً في كل مفردة خطها بقلمه الرشيق في حكايته المليئة بكلمات دقيقة اختارها بعناية فائقة تبدو في ظاهرها عن قصة شخصية عادية وفي باطنها رسائل رمزية مشفرة لايفقهها إلا أولي الألباب ذوي العقول النظيفة المنفتحه وأصحاب الإرادة الحرة والشجاعه ،،واثناء قراءتي لتلكم القصة!وهي بالتأكيد غيض من فيض كمايقال مما يحدث للمواطنين يومياً في الواقع المعيش في جنوب الوطن.ومع قليل من التركيز لما كتبه بن لزرق استشرفت إنه أراد قول أشياء كثيرة مابين السطور من ضمنها على سبيل المثال: الى متى سوف نستمر في تجاهل الحقائق وكيل المغالطات والعبث بوعي المواطن وتمنيته باستعادة الدولة وانتزاع الحقوق المسلوبه!!وتحقيق الاستقلال وتقرير المصير في القرار السياسي السيادي المستقل!؟ ،،الى متى سنظل ننتظر حصول مفاجأة من هنا أو هناك كعصا موسى لتخرجنا مما نحن فيه ،،واستمرار التعويل الكامل على الغير (الأجنبي بشقيه العربي والغربي) وطول أملنا في حلول خارجية جاهزة (داخليه -داخليه على مستوى الجنوب أولا ،ثم مع عاصمة اليمن الأبدية صنعاء ثانياً)وكأنه يقول للذين يقرأؤن مابين السطور كفى إلى هنا وقد جاءت الفرصة المناسبة لتصرخوا بصرخة البراءة وعدم الموالاة للخارج الآن قبل غد وكأنه يوجههم بطريقة غير مباشرة إن صرختم الآن حتى وأنتم تحت الإحتلال الظالم وأنصار الله وحكومة صنعاء مشغولون في صراع إقليمي ودولي مباشر لاغبار عليه فتأكدوا بأن إخواننا في صنعاء سوف يقدرون هذا الفعل الشجاع أيما تقدير واحترام وسوف تكسبوا ودهم وتعاطفهم بهذا الإعلان (الصرخة _الشعار) حتى وإن مرت تسع سنوات من الحرب العبثيه(بتعبير وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي)التي جاءت على الأخضر واليابس، وتسجلوا بذلك موقفاً سياسياً ووطنيا قوياً جداً وبالمقابل فإن صنعاء دون أدنى شك ستقدر عالياً هذا الموقف، المفاجىء وغير المسبوق في هذا الوقت بالذات ونتوقع أن صنعاء سوف تتنازل عن كثير من شروطها التفاوضية معكم وسوف تتغير النظرة السياسية أولا والوطنية ثانياً والجبهوية ثالثاً وسوف تبدي كثيراً من المرونه السياسية وتخفف من مستوى العداء والمعاداة لنا كجنوبيين على كافة المستويات وفي كل المجالات ،،صدقوني(وكلماته واشاراته أساساً موجهة إلى المواطنين في المحافظات المحتله)إذا لم تستغلوا هذه اللحظة التاريخية المفصلية وستظلون منتظرين لقياداتكم المرتهنة للخارج والتي تورطت كثيراً وابتعدت أكثر عن صنعاء ولن تستطيع عمل شيئا بعد ماقطعت هذه المسافه في الاتجاهين ،فإنه عندما تنتهي الحرب( العالمية الثالثة المستمرة مع قوى الاستكبارو الطغيان الغربية المتحالفه مع بعض الأنظمة العربية التي فقدت هويتها الثقافية والدينية والاجتماعية والأخلاقية والقيمية)الدائرة رحاها بانتصار مؤكد لمحور المقاومة وغزة وفلسطين فإن الويل كل الويل سوف يتحول وبسرعة خاطفة نحونا ولن ينتظروا لحظة واحدة لالتقاط الأنفاس(استراحة محارب) فهم جاهزون ومستعدون ومعتمدون على الله وعلى أنفسهم في بناء قدراتهم الذاتية على كافة الأصعدة لمواصلة مسيرتهم الإيمانية ومشروعهم القرآني لسنوات طويلة ولن يتركونا لما قمنا به ضدهم بسبب السياسات الغبيه والرعناء لقياداتنا المتفرقة والمتناحرة أصلا بينها البين ولن تنقذنا لا الإمارات ولا السعودية ولاحتى أمريكا (الشيطان الأكبر كماوصفها الإمام الخميني),قال تعالى في محكم آياته الكريمه:”كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين” وأنتم ترونهم بأم أعينكم ومواقفهم(الأنظمةالعربية المتصهينه) الآن لم يقدروا حتى مجرد إعلان التحالف مع الأمريكي والبريطاني فيما أسموه (حارس الإزدهار) في حرب المضائق والممرات الملاحية البحرية التي نشاهدها في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي بل والبحر الأبيض المتوسط وماهو آت لانعلمه ،،وعليكم أن تفهموا إن هذه العصابات التي تدعي إنها قيادة دولة التي يعلم الله عن أي دولة يتحدثون وكل محافظة تحكم نفسها وتدير شؤونها كماتراه مناسباً على قاعدة لاضرر ولاضرارتحت مظلة عديمة الفائدة تسمي نفسها بالشرعيه وتحكم وهي في منفاها القسري ومجلسها الرئاسي مكون من ثمان قبائل متنافرة وكل ممثل لقبيلة لدية مليشيات مسلحه يعود إليها بالمال المدنس إنهم هم أول من سيغادر الأرض التي يسيطر عليها هو وقيادات مليشياته..سيخذلونك ياشعب الجنوب ( الحر) ويتركونكم لقمة سائغة لصنعاء ووقتها لاتفكروا حتى مجرد التفكير في أن صنعاء سوف تتفاوض مع أحد منكم وأنتم تعرفون إنها رفضت التفاوض مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا والسعودية والإمارات ولاحتى مع الأمم المتحدة بجلال قدرها وضربت بكل الإتهامات التي وجهت لها عرض الحائط وتمنون أنفسكم بأنها ستقدم لكم الشوكولاته ،،اصحوا ياشعب الجنوب قبل فوات الاوان وافضل لكم اليوم أن تصرخوا وتقتلوا وتموتوا وأنتم قد تبرأتم من أعداء الله والوطن اليمني و سوف يسجلكم التاريخ شهداء بمواقفكم البطولية في وجه العصابات المليشياوية ولكم في التاريخ القريب عبرة وعظة ودرسا إن من بدأ إعلان الصرخه شخص واحد هو السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ولكن الصرخه انتشرت واشتعلت كاشتعال النار في الهشيم وفي مدة زمنية قصيرة وعمت كل المحافظات المحررة وبالصرخه كسلاح وموقف سقط النظام العفاشي وأصبح من الماضي واجزم يقيناً بأنه سوف تتبعه أنظمة وحكومات في المنطقه سوف تتهاوى صروحها الورقية وتتساقط كأوراق الخريف وسوف تصبح هي الأخرى من الماضي العروبي الخانع لأوامر وتعليمات الطغاة والمتكبرين من الإعراب والاغراب.. وإن غد لناظره قريب.