فارس النهج الهجومي المدرب عبدالعزيز الحدي:أحب النهج الهجومي ولم أخسر أي مباراة في مسيرتي

حوار/ إبراهيم الحجاجي
_ اتمنى الاهتمام بكرة القدم لأنها مصدر سعادة لكل اليمنيين
_ أعشق التدريب منذ صغري
_ طريقتي المفضلة 4-2-1-3
_ هذه هي اسباب تراجع مستوى اللاعب اليمني
_ تدريب المنتخب الوطني شرف لأي مدرب ومستعد لتلبية نداء الوطن

مدرب شاب لم تجاوز 34 ربيعاً إلا أنه يشق طريقه بثقة عالية كمشروع مدرب وطني كبير، ست دوريات وفي طريقه الى التتويج بالسابعة، لم يخسر أيا من جميع هذه المباريات، مدرب فئات عمرية إلا أنه يلعب بطريقة لا يلعبها إلا المدربين العالميين، مع ذلك يطبقها مع لاعبين صغار السن بسلاسة، عقلية هجومية بحتة لا يلجأ للدفاع إلا نادراً، وهذه الأخيرة هي ضالة المنتخبات اليمنية دائماً، ورغم كل ذلك إلا أنه يعمل بصمت ودون ضجيج.
مدرب الفئات العمرية لكرة القدم بنادي شعب صنعاء الكابتن عبدالعزيز الحدي الذي سرد العديد من المفردات في هذا الحوار الشيق.
بداية من هو عبدالعزيز الحدي ؟
عبدالعزيز عبدالغني الحدي
مواليد 1986 محافظة تعز
متزوج وأب لـ عمر
كيف كانت بدايك مع كرة القدم ؟
البداية من المدرسة في محافظة تعز ثم سافرت مع والدي الى صنعاء درست في مدرسة عذبان وكنت أمارس كرة القدم باستمرار سواء في المدرسة أو الحارة، ومن ثم التحقت بعدد من أندية العاصمة صنعاء.
متى وكيف كان التحاقك بالأندية ؟
أحد زملائي شاهد مستواي ونصحني أن التحق بنادي أهلي صنعاء، فذهبت معه الى أهلي صنعاء، ولعبت هناك مع الكابتن حسين طنطن والكابتن محمد اليريمي، وتوفقت الى درجة أنه تم تصعيدي من فئة الناشئين الى الفريق الأول مباشرة، إلا أن الظروف وبُعد سكني عن النادي أعاقني عن المواصلة هناك، خاصة أن أحد زملائي كان يلعب في شعب صنعاء نصحني بالالتحاق هناك لأن النادي قريب من مكان سكني، فاضطريت لترك الأهلي والتحقت بنادي الشعب لسبب بعد المسافة.
حدثنا عن مشوارك مع شعب صنعاء كلاعب ؟
لعبت لشعب صنعاء 11 موسم على التوالي، حيث كانت البداية عام 2002 مع الكابتن باسم عبدالحفيظ والكابتن عبدالسلام معزب، استمريت معهم سنة تقريباً ولم أكن ملتزم تماماً لظروف خاصة، حتى وصلت الى ترك ممارسة اللعبة على مستوى النادي لكني كنت امارسها على مستوى الحارة، وذات مرة اتصل بي أحد الزملاء قال تم تصعيد خمسة من فئة الناشئين الى الفريق الأول وانا وأنت من ضمنهم، قلت له كيف صعدونا وانا لي فترة مبتعد عن النادي؟ ولم اعد حينها أملك أدوات رياضية فأعارني زميلي.. قال تم اختيارك.. المهم ذهبت الى النادي وكان مدرب الفريق حينها الكابتن مقبل الصلوي، وكان النادي في تلك الفترة يخضع لمرحلة تقييم وغربلة وتم اختياري ضمن 25 لاعب من أصل 70 الى 80 لاعب، وبعد فترة من اللعب عرضت عليّ إدارة النادي أن أمسك تدريب احدى الفئات العمرية، قلت لهم ما زلت قادر على العطاء، انتقلت بعدها للعب لمدة موسم في وحدة صنعاء.
وكيف كانت تجربتك مع وحدة صنعاء ؟
موسم كان من أفضل المواسم في مسيرتي.
هل كان ذلك آخر موسم في مسيرتك كلاعب ؟
لا.. انتقلت بعدها للعب مع العروبة، إلا أنه وبعد التوقيع معهم مباشرة أتت الاحداث والحرب وتوقف كل شيء.
حدثنا عن التدريب.. متى وكيف بدأت ؟
اتجهت للتدريب مع بداية الاحداث مباشرة عام 2015، حيث بدأت بتدريب فريق الشباب على مستوى مديرية الوحدة، وحققت معهم بطولات في فئات البراعم والناشئين على مستوى مديرية الوحدة وبطولة للكبار على مستوى الأمانة.
أبرز انجازاتك كمدرب ؟
طبعاً منذ عام 2016 حتى الآن وأنا أدرب ومشرف على تدريب الفئات العمرية بنادي شعب صنعاء، براعم، اشبال، ناشئين، حيث شاركت بست دوريات والآن نحن في الجولة الثالثة من الدوري السابع، وبفضل الله سبحانه وتعالى تمكنت من الفوز في جميع مباريات هذه المنافسات باستثناء تعادلين فقط، ولم نسجل أي خسارة نهائياً.
لماذا اخترت التدريب عن أي مجال آخر ؟
لأني أعشق التدريب منذ الصغر، وكان طموحي منذ كنت لاعب ناشئ أن أصبح مدرب ناجح، عندما كنت لاعب كنت اسجل التدريبات التي أجريناها مع المدرب واذهب الى البيت وأحضر والتمارين وأرسمها في مجلد، وحتى خلال محاضرات التدريب كنت ادخل مع المدربين في نقاشات وكنت كثير الحديث مع المدربين في الجوانب التكتيكية، واذكر موضوع كنت موقوف بثلاثة كروت والشعب كان يلعب مباراة في عدن وأنا كنت في صنعاء لم اذهب مع الفريق بسبب الإيقاف، كلفني الكابتن محمد سالم الزريقي بمتابعة مباراة العروبة لقياس نقاط الضعف والقوة في الفريق، من أجل التعامل معها في المباراة القادمة لثشعب (حينها)، وسجلت كل شيء وعرضته على الكابتن محمد الزريقي.
ما هي طريقة اللعب المفضلة لديك ؟
كل مباراة لها ظروفها وأنا محبي اللعب السهل الممتنع، الكرة السلسة، التدرج من الخلف الى الأمام، ألعب وأحب النهج الهجومي رغم أني كنت مدافع، وكل مباراة لها ظروفها وعناصرها، و 4-2-1-3 هي طريقتي المفضلة.
من من المدربين العالميين تأثرت أو معجب بطريقتهم ؟
الاسباني بيب جوارديولا والآن المدرب العربي الجزائري جمال بالماضي مدرب المنتخب الجزائري الذي يلعب بطريقة 4-1-2-3 وهذا هو النهج الذي أحب وأحاول تطبيقه.
هل يستطيع المدرب أن يطبقها في اليمن في ظل قلة خبرة اللاعبين خاصة وأنت مدرب فئات عمرية ؟
طالما هناك جهد وتعب من أجل ايصال المعلومة للاعبين لتطبيقها، صدقني هذه الطريقة تصل مع الايام الى مرحلة يطبقها اللاعبين بكل سهولة.
منتخباتنا الوطنية تبرز وتحقق نجاح على مستوى الفئات العمرية.. بينما يخفق المنتخب الأول.. الى ما يعود ذلك من وجهة نظرك كمدرب ؟
هناك عدة عوامل.. قد تكون ثقافة لدى اللاعب اليمني، مثلاً مجرد عودة بعض أو عدد من لاعبي منتخب الناشئين من أي مشاركة خارجية، يسارع الى عمل مشروع صغير كشراء باص أجرة مثلاً، يقول خلاص اعمل لي شيء لمستقبلي، الآن حالياً هناك لاعبين في منتخب الناشئين لا يحضرون التمارين، بعد أن حصل مبلغ مالي من السفر أو مكافأة وغيرها يقول انا أمنت مستقبلي.. خلاص.
نستطيع القول أن هذه أصبحت ثقافة لدى اللاعب اليمني وتراجع أدائه كل ما تقدم بالسن ؟
ربما بهذا المفهوم.. طموح اللاعب اليمني أصبح الى سقف معين، وأكون معك صريح وواضح، عامل الأعمار، هناك تلاعب في أعمار اللاعبين وعدم الاختيار الدقيق بالنسبة للناشئين والشباب وهذا له دور كبير في عدم التأسيس السليم، لأن اللاعب في اليمن كل ما تقدم في العمر أعوام قليلة كلما تراجع مستواه، خاصة أنه عندما يشارك خارجياً مع المنتخب الأول يواجه لاعبين تم تأسيسهم بالشكل الصحيح وعندها يظهر المستوى الحقيقي للاعب اليمني، مثلاً اللاعب اليمني الناشئ موهوب بالفطرة، وواضح عندما يشارك خارجياً يتفوق على منتخبات بلدان أكثر تطوراً وأكبر امكانيات من اليمن في كرة القدم، ويتراجع هذا المستوى مع منتخب الشباب ثم يتراجع أكثر مع الأولمبي ثم يظهر بشكل ضعيف مع المنتخب الأول، لأن اللاعب الخارجي على مستوى المنتخب الأول تم بنائه بشكل صحيح، ودائماً يلعب في دوريات كبيرة ويحتك دائماً بلاعبين كبار ويشارك في بطولات كبيرة على مدار الموسم عكس اللاعب اليمني، وهذا هو الفارق، كما أن البيئة في اليمن لا تشجع على استمرارية وتطوير اللاعب، بالاضافة الى دور الاعلام الشبه غائب حالياً.
الاعلام الرياضي من وجهة نظرك.. وهل لحضوره أو غيابه دور في مستوى الرياضة ؟
حالياً شبه غائب وقد تكون ظروف الاعلام والاعلاميين جزء من ظروف البلد بشكل عام، سابقاً كان هناك حضور اعلامي سواء كان مرئي او مسموع او مقروء وغيرها، مثلاً أنت كلاعب عندما تكون تحت اضواء الاعلام تحاول أن تقدم وأفضل ما لديك، وأتذكر عندما كنا نلعب ونعرف أن تلك المباراة منقولة على الهواء مباشرة، نفسياً.. تدخل المباراة ولديك عزيمة وحرص ومعنوية لأن تظهر بمستوى كبير، أنا عندما كنت العب مباراة وهي منقولة تلفزيونياً كنت اتصل بالبيت قبلها لمتابعة القناة الناقلة، بمعنى دافع نفسي كبير لتقديم كل ما لديك، لكن الآن تلعب مباراة لا تلفزيون ولا جرائد.. الفرق كبير عندما تلعب ولا أحد عارف عنك شيء، وعندما تلعب تحت اضواء الاعلام.
برأيك الأفضل لتدريب المنتخبات الوطنية.. المحلي أم الأجنبي ؟
اعتقد المدرب المحلي أفضل بحكم قربه من اللاعب اليمني ونفسيته، واعتقد أن الشيء الايجابي من المدرب الاجنبي هو الانضباط والحد نوعاً ما من التدخلات والوساطات.
هل نتوقع أن نشاهد عبدالعزيز الحدي مدرباً لإحدى المنتخبات الوطنية ؟
تدريب المنتخبات الوطنية طموح يتشرف أي مدرب أن يحصل عليه، لدي طموح كبير أن أمثل بلدي كمدرب وهذا شرف كبير يتمناه أي مدرب، ومستعد لتلبية نداء الوطن بأي وقت.
ماذا يحتاج المدرب اليمني ؟
يحتاج الى تأهيل، يحتاج الى دورات تدريبية، حالياً لا يوجد أي برامج تأهيل للمدربين، وكل ما يقدمه المدربين حالياً مجرد اجتهادات شخصية ومن خلال المتابعة، وأوجه رسالة الى قيادة اتحاد كرة القدم الاهتمام بهذا الجانب.
كلمة أخيرة ؟
أشكركم كثيراً على هذا الحوار وأتمنى من كل مسئول وقائم ومعني بكرة القدم اليمنية الاهتمام بها وتطويرها كونها مصدر سعادة ومتعة كل اليمنيين ومبعث فخر للوطن اذا ما حققت انجازات ونجاحات وهذا لن يأتي إلا من خلال الاهتمام بها.
* تم اجراء الحوار بتاريخ 2020.1/21

اخبار ذات صلة