عبد الباري صفوان
يعد برنامج الملوك الرمضاني من افضل البرامج المسابقاتية الجماهيري خلال شهر رمضان المبارك ، هذا البرنامج الذي استطاع ان يحدث تحولا مذهلا في الخارطات البرامجية الرمضانية للإذاعات ، وكذلك على الجانب المالي اذا ما تم قياس الوقت من ناحية الذروة والافضلية ، وتحديدا للشركات الراعية التي تحرص على ان تحظى بالترويج التسويقي المناسب ، والوصول الى اكبر قاعدة جماهيرية ، او شريحة مستهدفة.
برنامج الملوك والذي ظهر بقوة وسيطرة محكمة ، لم يكن له ان يحقق هذا النجاح، لولا البناء الهندسي والتسويقي الذي جعل من هذا البرنامج مادة تدرس في عالم التسويق والإعلام.
لقد كانت الاذاعات بشكل عام ممثلة بمدرائها ومدراء البرامج ، والمدراء الماليين وحتى المذيعين ينظرون الى وقت برنامج الملوك 1 بعد المنتصف وقتا عاديا جدا غير صالح لأي مادة برامجية جماهيرية واضعين في اعتبارهم ، ان هذا الوقت يكون الناس فيه في سبات عميق ، متناسين الاجواء الرمضانية التي يعيشها اليمنيون ليلا في المقايل او الاسواق وكذلك المطابخ لربات البيوت.
انني فعلا اقف امام فكرة عملاقة وهندسة اعلامية في قمة البراعة ودراسة مركزة للجمهور والوقت ، وكذلك المساحة الحرة لرعاة البرنامج والذي يمنحهم برنامج الملوك حقهم الاعلاني والترويجي لأنه البرنامج الرمضاني الوحيد الذي يتربع على مساحة ساعتين من الزمن ، ويبث في هذا الوقت بعيدا عن تشتت المستمعين وتنقلهم من اذاعة لأخرى بحثا عن الوصول والهروب من الفواصل الإعلانية التي لا يستطيع منها المعلنون، بسبب عزوف الجمهور وانتقالهم لإذاعة اخرى برنامج الملوك على العكس من ذلك لا يفقد بريق وزخم جمهوره الذي يشكل ضغطا كبيرا على ارقام التواصل بالبرنامج ما جعل من مذيع وفريق البرنامج ، يضعون ضمن امتيازاتهم للرعاة ،خلال الموسم الثاني ، ان اي موظف من الشركات الراعية يصل الى البرنامج ، فستكون الرعاية مجانية في الموسم القادم ، ثقة كبيرة يعرف مهندسو هذا البرنامج ، كيف يصنعون النجاح لهم ولشركائهم من الرعاة والمتعة والفائدة لجمهور برنامج الملوك.
يخوض برنامج الملوك منافسة قوية بخطوات ثابتة ، فيقدم مميزات هي الاقوى لرعاته وجمهوره لا يستطيع الاخرون مجاراتها فعلى سبيل المثال لا الحصر ، اربع إذاعات ناقلة لبث حلقاته خلال شهر رمضان ، وتعتبر من الاذاعات الافضل على الساحة ، يقدم لرعاته 6 نشرات اعلانية وسط البرنامج وتقرير يومي اي بواقع 30 مادة ترويجية خلال الشهر ، الترويج الملفت خلال شهر شعبان ، العمل الفني الترويجي المصور الرائع ، يقدم لرعاته ايضا تصوير ومونتاج ريبورتاج متكامل ، وهذا بحد ذاته قد تصل تكاليفه الى قيمة الرعاية التي يدفعها رعاة البرنامج ، وهناك الكثير من المزايا التي لا يسع المقام لسردها، فعلا مزايا حيرت المنافسين ، دون ان تنتقص من مكانة وقوة البرنامج ، لان برنامج الملوك يمتلك مؤسسة اعلامية متكاملة ، وقاعدة متينة ، تساعده بل تمكنه من تقديم المزايا المذهلة لرعاة البرنامج ، وكما صرح رئيس مجلس إدارة برنامج الملوك بأن علاقة البرنامج برعاته ليست موسمية انما هي علاقة وطيدة على مدار العام .
هذه المساحة بكلماتها البسيطة هذه لا تعتبر تزلفا ، ومن يتعجب من ما كتبته يمكنه قياس كل ما طرحته على الواقع ، وله الحكم والقرار.
