حمد موسى
لبنان| “إننا أمام ما يجري في فلسطين، حيث أصبح واضحاً أنّ العدوّ الصهيوني يصرّ على الاستمرار في ارتكاب مجازره بحقّ المدنيين فيها، وتدمير بنيتها التحتية، مجهضا كافة المبادرات، وإيقاف نزيف الدم والعودة إلى التفاوض، نشهد رغبة العدو لتوسعة دائرة استهدافاته، إن بحق الضفة الغربية أو سوريا، أو ما جرى أخيراً بحق أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، والتمادي في عدوانه على لبنان، وسط سياسةُ الصَّمتِ التي تخدمُ العدوّ، ونجد من لا يزال يشجِّع هذا الكيان على الاستمرار في الحرب، ويمدّه بكلِّ سبل الدَّعم المادي والعسكري والسياسي والاقتصادي، ويصرّ على تغطيته في المحافل الدوليَّة، أمام صورة ملحمة الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، رغم الجراح والنزف الحاصل”.
موقف أطلقه العلامة السيد علي فضل الله خلال خطبتي صلاة الجمعة من مسجد الامامين الحسنين في ضاحية بيروت الجنوبية، بحضور سياسي وحشد من المؤمنين، وجدد فضل الله الدعوة إلى الدول العربية والإسلامية إلى “الكفّ عن سياسة الصّمت والاكتفاء ببيانات وبمبادرات أثبتت الوقائع أنَّ العدوّ لا يعيرها اهتماماً، ما دامت لا تهدِّد كيانه أو مصالحه، في الوقت الَّذي نجدّد دعوتنا للشعوب العربية والإسلامية وكلّ أحرار العالم، إلى الاستمرار في التعبير عن غضبهم تجاه ممارسات هذا الكيان وجرائمه بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية”.
لبنان: ضرورةُ تحصينِ البلد
على الصعيد المحلي اللبناني، وفيما “حذر فضل الله من تمادى العدوّ في اعتداءاته على لبنان، والتي وصلت إلى المسّ بالمدنيّين في بيوتهم وبلداتهم، وآخرها ما جرى في بنت جبيل، وكاد يجري في عيناثا وأكثر من بلدة، دعا اللبنانيين إلى التوحّد لمواجهة اعتداءات العدوّ، والتي تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم، وعدم الرضوخ لمطالبه بتأمين الأمن لكيانه ولو على حساب هذا البلد وأمنه، وعدم جعل العدوّ يستفيد من أيّ انقسام أو سجال يحصل على هذا الصّعيد، مقدِّرا المواقف الأخيرة الَّتي عبَّرت عن إجماع اللّبنانيّين على إدانة هذا العدوان”.
وجدِّد فضل الله دعوته المسؤولين إلى “العمل بكلِّ جديَّة لتحصين هذا البلد لمواجهة التحدّيات القادمة الّتي يخشى أن تكون أكثر سوداويَّة، إن على الصَّعيد الأمني والسياسي أو الإقتصادي والإجتماعي، والكفّ عن سياسة التسويف في إنجاز الاستحقاقات، إن على المستوى الرئاسي، أو على مستوى اتخاذ الإجراءات التي تضمن القدرة على النهوض الإقتصادي ومعالجة أزمات البلد الملحَّة، حيث لا يمكن مواجهة ما يرسم للمنطقة ولهذا البلد بهذا الترهّل، لذلك، على السياسيين أن يرأفوا بالبلد وإنسانه، ودعاهم فضل الله إلى أن يبادروا إلى القيام بواجباتهم بحفظه، قبل أن يضيع وسط العواصف العاتية القادمة إليه، وأنتم قادرون إن أردتم، ونخشى أنَّكم لا تريدون ذلك أو لا تسعون إليه”.
وختم فضل الله، إنَّنا ونحن نستقبل عاماً ميلادياً جديداً، ندعو الله عزَّ وجلَّ أن يحمل إلينا العام الجديد تباشير خير للبنان وللبنانيّين، وأن ينعموا فيه بالأمن والأمان والسَّلام المفقود، وأن يتوقَّف نزيف الدَّم فيه وفي فلسطين، والعمل على أن يكون هذا العالم أكثر عدلاً وحريّة.
منبها كلَّ من يريد الإحتفال بهذه المناسبة، أن يأخذوا بالاعتبار ما يجري للشَّعب الفلسطيني من مآس وآلام، وما يجري على حدود هذا البلد، تعبيراً عن مواساتهم والوقوف معهم، ولو بالمشاعر وعلى مستوى الوجدان.
كاتب صحفي وناشر موقع “ميديا برس ليبانون”