13 يناير والنكبة..

بقلم الشيخ علي سعيد الحميري

تفصلنا أيام قليلة على مرور الذكرى الـ 38 لأحداث 13 يناير 1986 المشؤوم والتي عصفت بالشطر الجنوبي لليمن أبان الحكم الشمولي والتي تمر علينا هذه السنة تزامناً مع مايتعرض له أهلنا في غزة من جرائم أبادة وحشية على يد آلة القتل الصهيوأمريكية وتواطؤ عربي غربي مخزي ، ولأن هناك علاقة بين أحداث 13 يناير ومايحدث في غزة سنضع بين أيديكم بعض الحقائق عن الأسباب الرئيسية التي تسببت بالأحداث آنذاك ومن يقف وراءها وفق لمعلومات إستخباراتية تم تسريبها مؤخراً ، لايخفى على الجميع بأن شطر اليمن الجنوبي كان يُصنف ضمن المعسكر الشرقي وقد تم بناؤه عسكرياً بشكل خاص من قبل الإتحاد السوفييتي سابقاً ليمثل قاعدة عسكرية مهمة في منطقة القرن الأفريقي للسيطرة على أحد أهم ممرات العالم المائية وهي باب المندب ولمعادلة موازين القوى في المنطقة ضد المعسكر الغربي حتى أصبحت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تحتوي على أكبر ترسانة للأسلحة الروسية في المنطقة ولكن هذه القوة العسكرية المتنامية باتت تشكل خطراً حقيقياً على وجود كيان الإحتلال المؤقت ففي عام 1983 وبعد أجتياح جيش الإحتلال للبنان قامت القيادة السياسية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حينها بتقديم أسلحة كدعم للمقاومة اللبنانية وقبلها للجمهورية الإسلامية الإيرانية في حربها ضد نظام صدام حسين حيث كانت هذه الخطوة الجريئة تتضارب مع سياسة الإتحاد السوفييتي الخارجية وعندما ذهبت لمسائلة الرفاق في جنوب اليمن على التصرف الفردي بالسلاح دون أخذ الأذن منها ، كان الرد صادماً بالنسبة إليها حيث هدد الرفاق بقطع العلاقات وسحب السفراء إن هي تدخلت في الشأن الداخلي للدولة مرة أخرى وبأن السلاح أصبح ملك للجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولها الحق بالتصرف فيه مما أثار حفيظة السوفييت حينها وأجتمع على إثر ذلك ثلاثة من رؤوساء أجهزة إستخبارات كبرى في العالم وهي الـ MI6 و КГБ و CIA واتفقوا على التخلص من هذه القوة العسكرية المتنامية في المنطقة والتي أصبحت تشكل خطر حقيقي على وجودهم ووجود الكيان – ولاسيما بعد عدم جدوى عمليتي تصفية كل من الرئيسين الراحلين الشهيد إبراهيم الحمدي والشهيد سالمين ربيع – وقاموا بتحريك الدمى فلكل جهاز عملاءه في الداخل فكانت أحداث 13 يناير المؤلمة والتي راح ضحيتها ألاف القتلى والمشردين من الكوادر العسكرية والسياسية وتم خلالها تدمير 60% من المعدات والعتاد العسكري والسبب أنتمائهم الخالص والجاد للقضية المركزية للأمة العربية والإسلامية “قضية فلسطين” وما مثلته من تلاحم مابين القيادة والشعب في حينها حالهم كحال كل أبناء الشعب اليمني الحر الأصيل وهذا مايقلق قوى الأستكبار في العالم..

وكيل أول محافظة المهرة

اخبار ذات صلة