مطهر تقي
الصورة القبيحة والمجرمة للفلسطينيين التي حاولت إسرائيل وأمريكا رسمها في مخيلة الغرب والعالم في الأيام الأولى لأقتحام حماس للمستوطنات الإسرائيلية بدأت تتغير شيأ فشياء لتحل محلها الصورة القبيحة لإسرائيل وإجرامها ضد سكان غزة بعد انتشار الصور ومشاهد الفيديو للإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين وعزز من تغيير الصورة فضح الصور المفبركة عن قطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين وحرق جثثهم… فخرجت شعوب العالم بمظاهرات عارمة في العواصم و المدن الأمريكية وكذلك الغربية تندد بجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين بالرغم من قوانين المنع العقابية الصارمة ضد من يحمل العلم الفلسطيني ويهدف ضد إسرائيل وجرئمها.
كما فشلت رحلة وزير الخارجية الأمريكية إلى سبع دول عربية محورية لإقناعها بغض الطرف على الأقل لما يتعرض له أبناء غزة من الإبادة إلا أن تلك الدول التي اضطر بعض حكامها من المطبعين عدم استفزاز شعوبهم فأكدو على الثوابت العربية للقضية الفلسطينية وكان اوضحهم الأردن وملكها (الذي يقوم حاليا بزيارة لعدد من الدول الغربية لإقناعها بعدالة القضية الفلسطينية) والسعودية خصوصا فيما يتعلق بوقف إسرائيل عدوانها وضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمة القدس الشرقية وعلى حدود عام 1967 فذلك هو الحل النهائي لوقف الصراع العربي الإسرائيلي.
أما مصر بقائدها السيسي فقد خرج عن برتكول اللقائات الرسمية وتعمد أن يلقي درسا مباشرا على مسامع وزير الخارجية الأمريكي وكل من حضر من الصحفيين وتحدث بالأرقام عن جرائم إسرائيل خلال السنوات الأخيرة ويقارن العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين أمام الضحايا القليل من الإسرائيليين ويؤكد لوزير الخارجية الأمريكي الذي تفاخر قبل أيام في إسرائيل بأنه يهودي وأن جده وابيه هربا من المحرقة ضد اليهود بتذكير السيسي له بأن إبادة اليهود كانت في أوروبا وليست في فلسطين العربية الذين عاملو اليهود ومنذ مئات السنين معاملة إنسانية وكان أيضا صارما ضد اي تهجير للفلسطينيين إلى سيناء بإعتبار الأمن المصري القومي خط أحمر كما رفض السيسي دخول رعايا الدول الغربية إلى مصر عبر بوابة رفح إلا شريطة إدخال المواد الغذائية للفلسطينيين المحاصرين من الماء والغذاء والأدوية..
أما بالنسبة للقطبين العالميين الجديدين روسيا والصين فلم يكونا بعيدين عن المشهد الفلسطيني الإسرائيلي وتأييدهما للحق الفلسطيني وتنديدهما في نفس الوقت بجرائم إسرائيل وبالدعم الأمريكي الاعمى لإسرائيل لكن دورهما وحتى التاريخ لم يتجاوز الدور الديبلوماسي أمام القطب الأمريكي البريطاني الذي أرسل حاملات طائراته وقوته البحرية دعما لإسرائيل وفي نفس الوقت رسالة تهديد لإيران ومحور المقاومة من دخلو المشهد بقوة اقتصر حتى التاريخ على تسخين الجبهة الشمالية لإسرائيل بالتراشق المدفعي المنذر بحرب شاملة يرافق ذلك تصريحات واضحة للرئيس الإيراني ووزير خارجيته بأن صبر إيران سينفذ في حالة هجوم إسرائيل على قطاع غزة وأن الأصابع على الصواريخ.
وربما يومنا هذا الاثنين سيتضح الموقف العسكري الإسرائيلي بتحديد درجة الاجتياح وطبيعة الإبادة لسكان غزة بعد نقل وزير الخارجية الأمريكي موقف الدول العربية التي زارها من طبيعة تطور الأحداث في فلسطين….
ويبقى صمود أبناء غزة أمام الاجتياح هو من سيحدد طبيعة الصراع مع إسرائيل مستقبلا
2023/10/16 الاثنين
اخبار ذات صلة
-
الدكتورة ماجي دميان تكتب: الذكاء الاصطناعي والاقتصاد وسوق العمل
ثار مؤخرا الحديث عن “الذكاء الاصطناعي” كمصطلح وكعلم وتداولت... -
من المستفيد من الاغراق السلعي في السوق اليمنية؟
صادق الجابري أتابع وغيري ما يجري من استهداف ممنهج... -
عبدالرحمن الكحلاني نجاح يتأكد و ثقة تتعمد
كتب/ علي عمار بادي ذي بدء لابد ان انوه...