*حاورته مي أحمد شهابي
لقاء الشيخ محمد المثقال يشكل إغناء لتجربة وطنية عروبية، عبر عنها بالقول: جئت بهويتي الوطنية لأعتز ببلدي ووطني وقائدي، وهو دور بطل غيور على وطنه في سورية وفلسطين ورافعاً شعار “ايد بأيد.. سوريا أحلى”، ولنكون جميعاً سنداً وداعماً لأسر الشهداء والجرحى، وكل ذي حاجة في هذا الوطن، وتأكيداً على وحدة الهدف والمصير لشعوبنا العربية..
* في سؤالنا للشيخ محمد المثقال عن الدور الذي يمكن أن يمارسه المنتشرون من النخب العروبية والوطنية (كما أسماها) تجاه ما واجهته وتواجهه المنطقة العربية، على مختلف الصعد، أكد أن مساهمة المغتربين، في توفير الأمان الاجتماعي والإنساني وحتى الاقتصادي لمجتمعاتنا العربية. من خلال دورهم البنّاء أو أعمالهم الخيرية التي تشكل رافعة مجتمعية بالاستعانة بالكفاءات الشابة المغتربة ودمجها مع الكفاءات الاقتصادية داخلياً. لذلك علينا تطوير خططنا بالنسبة للمغتربين بطريقة لا تكون مرتبطة فقط بالبروتوكول المعتمد، بل يجب أن تتعدّى الخطط والقضايا المعرفية والاقتصادية والفكرية وحتى الاجتماعية.
* أما في إطار الأوضاع الاقتصادية الصعبة الذي يطال الغالبية من دول المنطقة، فكان السؤال عن مقاربته لتشخيص الحالة وسبل الخروج منها؟
أولاً: لطالما شكل المغتربون طوق النجاة الذي يتمسك به الأهالي على مدى السنوات الماضية، فظاهرة التعبئة الأخلاقية التي يضطلع بها المغتربون لأوطانهم ظاهرة ليست بجديدة. وإن حشد جهودهم من شأنه أن يساعد على الاستفادة من خبراتهم المهنية، مما يوسّع من نطاق دورهم ليتجاوز مجرد إرسال التحويلات المادية إلى أوطانهم ولتشجيع أصحاب المؤسسات التنموية للمساهمة في التأثير الاقتصادي، ودعم تطوّر أوطانهم ونموها. وهو ما أسميه بـ”التعبئة العروبية” فأنا ابن عربي أنتمي لكل الدول العربية قاطبة.
ثانياً: من وجهة نظري أن تعبئة كهذه للنخوات العربية والطاقات الإيجابية بمجتمعاتنا العربية لن تكون مجرد طرف اقتصادي فاعل، بل ربما تكون أيضاً طرفاً سياسياً ورأياً جيداً في حد ذاته.
* من موقعكم في مؤسسة المثقال هل بإمكانكم أن تعطونا لمحة عن الخطة الممنهجة ضمن سياسة المؤسسة المتبعة؟
بداية يعتبر التخطيط الإنمائي نشاطاً إدارياً تقوم به أغلب المؤسسات التي تُعنى بالمجتمع المدني والتي هي من أولوياتها، والتركيز على طاقاتها ومواردها المختلفة في مجال العمل والرعاية والإنسانية وفي الوقت نفسه الإدارة. فنقوم أولاً بتحديد أولوياتنا الإنسانية، ورسم أهدافها والعمل واستغلال الموارد المتاحة في المؤسسة لتحقيق الأماني والتطلعات وأهداف المؤسسة. ثانياً: ليس لدينا أي آليات متبعة في انتقاء أي شريحة مجتمعية، بل نضع الخطط ونعمل على تنفيذها بشكل دقيق.
في نهاية هذا اللقاء نتوجّه بالشكر الجزيل للشيخ محمد المثقال على طروحاته القيّمة والجهد الذي يبذله عبر مؤسسة مثقال والتي تحمل شعار (إيد بايد سوريا احلى..) والتي أسهمت في بذر الأمل وتخفيف معاناة الآلاف من أبناء المنطقة العربية. وأسس العمل الخيريّ على أسس عروبية صادقة. كما أنها سجلت مبادئ للتكافل العروبي على مختلف الصعد..
وعلى أمل لقاء قريب وجديد
إعلامية فلسطينية مقيمة في دمشق*