مطهر تقي
بكل تعابير الحزن والأسى أنعى وفاة القاضي العلامة خطيب الجامع الكبير وعضو مجلس النواب والمصلح الاجتماعي أحمد عبدالرزاق الرقيحي الذي وافاه الأجل يومنا هذا الاثنين الموافق 2023/6/12 عن عمر ناهز التسعين عاما بعد حياة حافلة بكل العطاء العلمي والمجتمعي من كان مثالا للوطنية والقدوة الحسنة في النزاهة والشرف والزهد عن متاع الدنيا.
وقد طلبت من نجله القاضي أكرم نبذة عن حياته لأنشرها مع هذا النعي فلم أجد خيرا عن ما ذكره القاضي أحمد بقلمه وهو يتحدث عن نفسه حين طلبت منه (بصفتي امين عام مؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية) نبذة عن حياته لننشرها في كتاب بمناسبة تكريم المؤسسة لكوكبة من العلماء من مختلف المحافظات اليمنية عام 2007 وكان واحدا من أولئك المكرمين وإليكم حديثه عن نفسه.
أحمد عبدالرزاق بن أحمد الرقيحي مولدي عام 1354هـ ،نشأت في حجر والدي برعايته وتربيته والتحقت بمدرسة طلحة (كتاتيب ) وتعلمت فيها الكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم ومبادئ العربية وأصول الدين.
انتقلت إلى الجامع الكبير لحفظ القرآن الكريم تجويداً على يد بعض المشائخ منهم سيدنا علي الوتري ووالدي الفخري عبدالله وعبدالرزاق رحمهما الله تعالى.
وحفظت بعض المتون أمثال الأزهار ومتن التخليص وفي علم المواريث وحفظت مصطلح الحديث ،ثم التحقت بالمدرسة العلمية وبدأت من أول شعبها حتى أكملت المنهج فقرأت في الأجرومية ثم قطر الندى لأبن هشام في النحو.
وكان من جملة المشائخ بالمدرسة الذي درست على أيديهم :
العلامة عبدالعزيز بن إبراهيم شرح الأزهار ثم قواعد الإعراب على يد الأستاذ غالب الدرة والمغني على يد والدي العلامة عبدالله بن أحمد الرقيحي وبعد الظهر في الجامع شرح بن عقيل وفي المعاني والبيان والجوهر المكنون بعض منه على يد العلامة محمد بن إسماعيل العمراني وفي الكافل للطبري على يد العلامة علي بن محمد الشامي والروض النضير على يد العلامة عبدالله عبدالكريم الجرافي والمناهل على يد العلامة العزي محمد بن صالح البهلولي كذا العلامة أحمد البهلولي إلى أن أكملت المنهج حتى تخرجت منها وممن قرأت عنهم في الجامع العلامة حسين بن يحيى الواسعي في الشرح والأمالي ومن مشائخي العلامة أحمد الوشلي.
حملت الشهادة الرسمية من وزارة التربية والتعليم
درست في المعهد الديني التابع لوزارة التربية والتعليم سنة1964م ثلاث سنوات.
الإجازات
لي إجازة من العلامة عبدالله بن محمد المنصور إجازة عامة كذا إجازة من العلامة محمد بن إسماعيل العمراني وإجازة من العلامة عبدالله بن محمد السرحي فعاجلته المنية رحمة الله عليه قبل استكمالها ، وكذلك الحال بالنسبة للقاضي العلامة عبدالله بن علي اليماني حيث قرأت عليه في الجامع الكبير وبعض الإخوان العدة لأبن دقيق العيد وغيرها من كتب الحديثية ولي مؤلفات صغيرة مثل التهذيب والحديث لمدراس المرحلة الإعدادية وتحقيق بعض الرسائل الصغيرة مثل رسالة الأمير وهي (إقامة البرهان في جواز أخذ الأجرة على تلاوة القرآن )وكذا الموشح والمبيت من ديوان الأديب أحمد بن الحسين الرقيحي(مطبوع).
حصلت على دورات تدريبية في البلوغرافيا ، منها دورة في القاهرة لمدة ثلاثة أشهر سنة 1973م ، ودورة أخرى في بغداد لمدة أربعة أشهر حصلت خلالهما على شهادتي خبرة في هذا المجال.
كما شاركت في إعداد فهرست مكتبة الأوقاف وهي عبارة عن أربعة أجزاء.
المشاركة في إعداد فهرست المكتبة الغربية وهو في جزئين وملحق عبارة عن فهرس للجزئين .
شغلت خلال مسيرة حياتي العديد من الوظائف منها.
مدير عام دار الكتب خلال الفترة من (1973-1980م)
عضو في تأسيس المجالس المحلية سنة 1982م.
خطيب وإمام لجامع المشهد لمدة ثلاث سنوات من سنة 1982-1984م
مدير عام المكتبات سنة1984م
عضو لجنة القدس برئاسة الشيخ المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر
خطيب للجامع الكبير بصنعاء بعد وفاة المرحوم العلامة أحمد سلامة
عضو مجلس النواب لثلاث فترات متتالية من العام 1993-2013م
فرحمة الله على القاضي أحمد الرقيحي والذي سيوارى جثمانه الطاهر في مقبرة خزيمة بعد الصلاة عليه في الجامع الكبير بصنعاء الساعة التاسعة من صباح يوم غد الثلاثاء والمجابرة في قاعة بيت معياد .
العزاء موصول لأولاده الأعزاء اكرم ومحمد وأنس وعبدالرزاق وعمار وكل آل الرقيحي واصدقاء الفقيد الغالي وانا لله وانا اليه راجعون.