الحديدة / متابعات
اختتمت بمحافظة الحديدة، اليوم أعمال المؤتمر العلمي الثاني حول الجزر اليمنية نظمته على مدى يومين جامعة الحديدة.
هدف المؤتمر إلى إبراز أهمية الموقع الجغرافي للجزر اليمنية، والتنوع الحيوي والبيئي والمميزات الطبيعية والاقتصادية والفرص الاستثمارية فيها، والمخاطر والتهديدات والأطماع الخارجية بالجزر وأهميتها في حماية وتأمين الملاحة الدولية.
وركز المؤتمر من خلال عشر جلسات على ثلاثة محاور شملت الأهمية الجيوستراتيجية للجزر اليمنية، والأهمية البيئية والبيولوجية، والأطماع الخارجية.
واستعرض المؤتمر بمشاركة باحثين من جامعات ومراكز بحثية وعلمية وهيئات ومؤسسات محلية، ومن سلطنة عمان ومصر والسودان والعراق والجزائر والمغرب 67 بحث وورقة عمل.
وفي الاختتام، أشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب، بما شهده المؤتمر من زخم وثراء للجانب البحثي المتعلق بالجزر اليمنية، وإبراز أهميتها على مختلف المستويات.
واعتبر الوزير حازب، تنظيم هذا المؤتمر بالتزامن مع العيد الوطني الـ 33 للجمهورية اليمنية 22 مايو، رسالة لأعداء اليمن بمضي اليمنيين في مواجهة التحديات وإفشال مخططات قوى الاستعمار بالعلم والتمسك بالثوابت الوطنية والوحدة والحرية والدفاع عن السيادة.
وأوضح أن توصيات المؤتمر سيتم طرحها على مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للتعليم العالي للاستفادة منها في مختلف الجوانب.
ودعا وزير التعليم العالي، الجامعات الحكومية إلى الاهتمام بالبحث العلمي ومواكبة التطورات والمستجدات، مبينا أنه تجري الاستعدادات لتنظيم مؤتمر علمي في مجال العلوم والذكاء الاصطناعي والذي سيعقد في شهر نوفمبر المقبل.
من جانبه أشاد نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين، بمحاور المؤتمر وجهود الباحثين والمشاركين.
وأكد أن اليمن يمثل عنصر توازن استراتيجي في المنطقة بسيادته وإدارته للجزر والممرات الملاحية.
فيما ثمن رئيس جامعة الحديدة الدكتور محمد الأهدل، الحضور الفاعل للمشاركين في المؤتمر ودورهم في تحقيق أهدافه، مبينا أن فعاليات المؤتمر اتسمت بالنقاش والمداخلات العلمية المثمرة.. مشيدا بدور وزارة التعليم العالي وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة في إنجاح المؤتمر.
وأكد المشاركون في اختتام المؤتمر، الرفض المطلق لأي مساس أو تجزئة لسيادة الجمهورية اليمنية على إقليمها البحري والجوي والبري وحق اليمن في استخدام كافة الوسائل الممكنة لحماية أراضيه ومياهه وجزره ومواجهة العدوان الذي تسبب في أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر مع الاحتفاظ بالحق القانوني لليمن في مقاضاة دول العدوان أمام المحاكم الوطنية والدولية المختصة.
وأوصوا بتعزيز الحماية العسكرية للجزر اليمنية والعمل على تحرير الجزر المحتلة من قبل دول تحالف العدوان وكشف الأهداف الخفية وراء التواجد الأجنبي في الجزر اليمنية وفي مقدمتها الأهداف العسكرية الأمريكية والصهيونية والإماراتية.
وشدد المشاركون على ضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام الوطنية في التوعية بالحق اليمني في السيادة على كامل المياه والجزر اليمنية وإبراز جرائم العدوان وأثرها السلبي على مجمل نواحي الحياة في اليمن للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي.
وأكدت التوصيات أهمية مراجعة وتطوير القوانين الوطنية التي تعزز من حماية الجزر اليمنية ضد أي احتلال مباشر أو غير مباشر سيما في ظل التناول القاصر للقوانين الدولية في إيضاح بعض المسائل المرتبطة بالسيادة البحرية للدول على مياهها الإقليمية.
ودعت إلى تحديث القوانين والتشريعات الخاصة بمنع استيراد أو معالجة النفايات النووية أو تأجير الأراضي الصحراوية أو الجزر لدفن النفايات الخطرة والمشعة، والاهتمام بتنمية الجزر اليمنية والبنى التحتية فيها وتحسين مستوى الخدمات الأساسية والعمل على خلق بيئة استثمارية جاذبة.
كما دعت إلى إعداد خطة تنموية بحرية طموحة تشمل بناء وترميم وتحديث الموانئ السمكية المتضررة من العدوان وتطوير موانئ الترانزيت لتحقيق الإدارة المستدامة لموارد مصائد الأسماك والأحياء البحرية ومكافحة الصيد غير القانوني وإجراء بحوث في علوم المصائد وسلامة الغذاء.
وأكدت ضرورة الاستفادة من عناصر الجزر ومصادرها وتوجيه مراكز الدراسات والبحوث لتنفيذ ورش وندوات علمية ومؤتمر وطني يتناول هذا الموضوع إضافة إلى التوجه نحو إنشاء متاحف في الجزر لعرض كل التراث المتعلق بالجزر اليمنية.
وحثت على دعم الجامعات الحكومية لفتح تخصصات ملائمة كأقسام سياحة ودراسات بيئية وإنتاج دوائي وإنشاء مراكز بحثية خاصة بالجزر، مشددة على ضرورة تفعيل الجهود العلمية والبحثية والتطبيقية للاستفادة من النباتات والأعشاب والنباتات العطرية والمصادر الطبيعية ذات الغطاء النباتي المتميز للجزر والسواحل اليمنية.
وخلصت توصيات المؤتمر إلى التأكيد على ضرورة تحقيق التوازن البيئي المرافق لعمليات تنفيذ سياسات التنمية الحضرية والصناعية والسياحية والحفاظ على بيئة الجزر ضمانا للتنوع الحيوي وتحقيق الاستدامة البيئية.
وتم على هامش المؤتمر بحضور رؤساء جامعات حكومية وخاصة وأمين عام مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور محمد ضيف الله، وأمين عام المؤتمر الدكتور محمد بلغيث، و تكريم الجهات المشاركة في المؤتمر.
وكان قد دشنت يوم امس الاربعاء
أعمال المؤتمر العلمي الثاني بعنوان ” الجزر اليمنية أهمية جيوستراتيجية – تنوع حيوي – أطماع خارجية تحت شعار”جزرنا تاريخ أمة وسيادة وطن “، الذي تنظمه جامعة الحديدة للعام الثاني .
و هدف المؤتمر في يومين الى إبراز أهمية الموقع الجغرافي للجزر اليمنية، والتنوع الحيوي والبيئي والمميزات الطبيعية والاقتصادية والفرص الاستثمارية للجزر، ورصد المخاطر والتهديدات والأطماع الخارجية على الجزر وسبل مقاومتها، وبيان دور الجزر اليمنية في حماية وتأمين الملاحة الدولية.
وركز المؤتمر من خلال عشر جلسات على ثلاثة محاور عن الأهمية الجيوستراتيجية للجزر اليمنية والأهمية البيئية والبيولوجية والأطماع الخارجية، وعرض 67 بحثا وورقة عمل يقدمها 78 باحثا تم قبولها بعد تحكيمها من بين 85 بحثا وورقة عمل.
وشارك في المؤتمر باحثون من جامعات يمنية ومراكز بحثية وعلمية وهيئات ومؤسسات محلية رسمية ومدنية مختلفة، وباحثون من مصر والسودان والعراق والجزائر والمغرب وسلطنة عمان، للخروج بتوصيات دقيقة تفيد صناع القرار في المجال السياسي والتنموي وغيرها من المجالات الهادفة.
وتم افتتاح المؤتمر بحضور وزراء التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب والزراعة المهندس عبدالملك الثور والثروة السمكية محمد الزبيري، والدولة الدكتور حميد المزجاجي، وعضو مجلس الشورى حسن عبدالرزاق ووكيل أول محافظة الحديدة أحمد البشري ووكيلا المحافظة محمد حليصي وعلي الكبارى وعدد من رؤساء الجامعات والمراكز والهيئات البحثية والعلمية.
وفي الافتتاح أشاد وزير التعليم العالي، بالدور العلمي النموذجي الذي تقدمه جامعة الحديدة ومدى حرصها على العمل البحثي تتويجا للرؤية الاكاديمية التي تخدم مستقبل اليمن في ظل التهديدات والأطماع الخارجية.
فيما اعتبر نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين، المؤتمر العلمي عن الجزر اليمنية، من أهم القضايا والمستجدات في ظل ما تتعرض له عدد من الجزر اليمنية من احتلال وتدمير ونهب وتشويه معالمها من قبل قوى الغزو والاحتلال.
وكان وكيل أول المحافظة البشري قد اكد، أهمية أن يسهم هذا المؤتمر في اثراء قضية الجزر اليمنية بجملة من التوصيات التي تشكل خارطة طريق في المجال البحثي العلمي ومساعدة المهتمين ومراكز صناعة القرار.
من جانبه استعرض رئيس جامعة الحديدة الدكتور محمد الاهدل، أهداف وأهمية المؤتمر في تشجيع البحث والنشر العلمي، وتسليط الضوء على الجزر اليمنية كجانب مهم من تاريخ وحاضر ومستقبل اليمن وكشف دوافع الصراع لاحتلالها وتزايد الاطماع الخارجية والاستعمارية تجاهها.
وتخلل فعالية الافتتاح عرض فيلم وثائقي حول رؤية وإنجازات جامعة الحديدة والتحديات التي واجهتها خلال سنوات العدوان والحصار، وكذا تكريم القيادات المعنية بدروع الجامعة عرفانا بتعاونها ودعمها للجامعة وتشجيع البحث العلمي.
كما افتتح وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب بحضور الوزراء المشاركين ووكلاء المحافظة وقيادة جامعة الحديدة، معرض الفنون التشكيلية ومشاريع تخرج طلاب كلية الفنون الجميلة بالجامعة الذي أقيم تزامنا مع فعاليات أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثاني.
وخلال الافتتاح طاف الزائرون بأجنحة المعرض وقسم الإذاعة والتلفزيون، واستمعوا من المنظمين للمعرض إلى شرح عن محتوياته الذي يضم أكثر من 75 لوحة فنية تشكيلية معبرة عن مأسي الضحايا الذين سقطوا جراء العدوان وصمود وثبات أبناء الشعب اليمني في وجه العدوان.
كما اطلعوا على مئات المجسمات لخرائط الجزر اليمنية، والصناعات العسكرية المحلية وتصاميم أخرى تعبر عن الهوية اليمنية والموروث الاصيل والتي تعد مشاريع تخرج لطلاب وطالبات كلية الفنون.. مشيدين بإبداعات الطلاب التي تتوج ثمار صمودهم ومثابرتهم خلال سنوات التعليم الجامعي.