وزير الثقافة هو المسؤول قانونا عن حماية صنعاء القديمة

مطهر تقي

جمعتني مودة وصداقة بالأخ العزيز الأستاذ عبدالله الكبسي وزير الثقافة منذ أن بدأت فكرة انعقاد الندوة الوطنية للمحافظة على صنعاء التاريخ برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور عام 2018 حيث جمعتني الاجتماعات المتواصلة مع الأستاذ عبد الله للإعداد لتلك الندوة الهامة التي تعتبر مخرجاتها خلاصة لرأي المهندسين والمهتمين بالمدينة التاريخية والجهات ذات العلاقة على الكيفية المطلوبة للحفاظ على المدينة فكانت تلك الندوة بحق اهم ندوة خاصة بحماية صنعاء التاريخ  تهتم بتراث المدينة والحفاظ عليها فوجدت الوزير الكبسي رجلا حريصا على انجاح تلك الندوة يدفعه عشقه واحترامه للتراث العظيم لمباني العاصمة التاريخية التي اصبحت نتيجة ندرة وتميز مبانيها بين مدن العالم مدينة تراثية عالمية جعلت منظمة اليونسكو تعتبرها مدينة تراثية عالمية وجب الحفاظ عليها كمدينة تراثية انسانية تلخص الأبداع اليمني في البناء والعمارة عبر العصور المتعاقبة من تراكم خبرات الأجيال اليمنية التي يجب على كل مواطن يمني الحفاظ عليها لأنها ببساطة تعبيرا عن هويته الحضارية وعنوان لشخصيته اليمنية كما هو واجب كذلك على منظمة اليونسكو وكل المنظمات الدولية المهتمة بالتراث المادي واللامادي ان تحافظ عليها وتدعمها كتراث انساني اصبح واجب الحفاظ عليه واجب عالمي وفي المقدمة الحكومة اليمنية من خلال الوزير المختص وهو وزير الثقافة اليمني الذي يجب عليه قانونا الحفاظ على المدينة وفق لائحة منظمه اليونسكو (وقانون المدن التاريخية) التي اعترفت بها اليمن عام 1982 بتوقيعها مع أمين عام اليونسكو العلامة احمد مختار امبو الذي ألقى بنفسه بيان اليونسكو بالمركز الثقافي بصنعاء (وكنت حاضرا تلك المناسبة) إعلان صنعاء مدينة تراثية عالمية ويلزم ذلك الإعلان لحكومة اليمن الحفاظ على المدينة.

وامام محاوله البعض من الذين يدعون زورا انهم من انصار الله  بناء ساحة للاحتفال بجمعة رجب في سوق الحلقة تكون على حساب هدم عشرات من الدكاكين من الاتجاهات الأربع للسوق وتضرر طابع عدد من الأسواق المجاورة التي تمثل قلب مدينة صنعاء وعلى حساب معيشة عشرات الأسر التي ستفقد مصدر رزقها الوحيد بعد هدم دكاكينها وفوق كل ذلك تشويه تراث المدينة العظيمة.

ولا يسعني وسكان صنعاء القديمة وكل المهتمين بالتراث الإنسان للمدينة من خلال منظمات المجتمع المدني الا ان نشد على يد وزير الثقافة عبد الله الكبسي ونحمله في نفس الوقت مسؤولية الحفاظ على المدينة بحكم وظيفته ومهامه ونطالبه بعرض مشروع بناء الساحة في سوق الحلقة على منظمة اليونسكو  و إذا وافقت على ذلك المشروع وقامت الدولة أيضا بتعويض أصحاب الدكاكين حسب سعر الزمان والمكان فسنبارك ذلك ونكون عونا للوزير ولكل المسؤولين المعنيين بالجانب الثقافي والتراثي ونطالب في نفس الوقت الدولة تمكين وزير الثقافة من إدارة  وزارته بعيدا عن التدخلات وتسليط بعض موظفي الثقافة انتزاع بعض صلاحيات الوزير ونطالب الدولة أيضا منح الدعم المالي الذي يمكن الوزير من تفعيل دور المؤسسات الثقافية ومنها هيئة الحفاظ على المدن التاريخية لتقوم بواجبها في الحفاظ على المدينة ويتم كذلك تشغيل المتحف الوطني وترميمه والمغلق منذ وفاه المهندس مهند السياني رحمه الله عليه واذا كان ولابد من ساحه للاحتفال بجمعه رجب فالساحة خارج أو داخل باب اليمن وكذلك الساحة الشمالية للجامع الكبير أمكنة واسعة مناسبة للاحتفال والتي بإمكانها استيعاب الأعداد الغفيرة وبدون خراب أو تشويه للمدينة وقطع أرزاق المواطنين.

2023/5/14

اخبار ذات صلة