مطهر تقي
تابعت باهتمام بالغ مضمون موسوعة الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور ( التي صدرت مؤخرا) رئيس مجلس وزراء الإنقاذ الوطني للمجلس السياسي الأعلى لتحالف أنصار الله مع حلفائهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه من اتفقوا عند بداية العدوان على تشكيل جبهة ضد العدوان ومخططاته …. الذي كان للدكتور عبدالعزيز بن حبتور عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام شرف ترؤس مجلس الوزراء ليعيش لحظه بلحظه أيام وشهور وسنوات العدوان يقاوم ويسجل بقلمه ذلك العدوان الذي تعمد استهداف تجمعات المواطنين في صالات الأفراح والاتراح واستهداف البنية التحتية ( خصوصا في السنوات الأولى للعدوان ) لمقدرات الشعب اليمني الذي بناها طيلة خمسين عاما من الجد والمعاناة .
وقد عرفت الصديق الدكتور عبدالعزيز عن قرب حين كان رئيسا لجامعة عدن وكذلك حين جمعنا العمل معا ضمن مكون منظمة اليمن اولا (إحدى منظمات المجتمع المدني ) حين كان نائبا لوزارة التربية والتعليم وقد شدني أليه ومن يومها طبيعة شخصيته الوحدوية وثقافته الموسوعية وبلاغته الخطابية وصبره الكبير على الأحداث الجسام بعد تعيينه رئيسا للوزراء وهو يواجه عظائم الأمور بهدوء و ابتسامه الحكيم خصوصا أثناء سيطرة صواريخ طائرات التحالف على الأجواء اليمنية وهي تتفنن في قصف تلك المرافق العامة للشعب اليمني الذي يعرف بن حبتور قصة الشعب اليمني كيف بناها حين كان ينتزع من قوته ومقومات ومعيشته بناء آلاف المدارس والمعاهد وشق ورصف عشرات الآلاف من الكيلو مترات الطرق والجسور وكذلك بناء السدود خصوصا منها السدود التحويلية وبناء مشاريع المياه وأبراج الاتصالات ومرافق خدمية مختلفة التي كانت طائرات العدوان تتعمد استهدافها وكأن قيادة العدوان كان همها الأول هو القضاء على ما حققه الشعب اليمني طيلة سنوات البناء ومحاولتها إعادة الشعب إلي زمن العدم لكل مقدرات معيشته .
وأبن حبتور الذي ينتمي الي أهم قبيلة يمنية وهي شبوه التي لعبت دورا مهما في مسار الحضارة اليمنية القديمة من خلال قبيلة ذي يزن الذي اشتهر دورها ابتداء من القرن الثالث للميلاد ومن عهد التبع اليماني الشهير شمر يرعش حتى قام آخر قيل يمني سيف بن ذي يزن من طرد الأحباش بسيوف ورماح قبيلته والقبائل اليمنية من اليمن عام 570 ميلاديه وكان آخر ملك يمني يختتم عصر التتابعة من ابناء اليمن يشير إليه التاريخ اليمني…. وابن حبتور الشبواني اليمني يعي جيدا الظروف التي صاحبة العدوان والمرامي الحقيقية له وهو يخط اول كلمه له في سفره المهم المكون من عشرين مجلدا من الحجم الكبير الذي تضم صفحاته مقالاته المختلفة التي نشرت في أكثر من صحيفة ومجلة يمنية وكذلك مقابلاته التلفزيونية والإذاعية التي كانت إدارات تحريرها تتسابق للحصول على أرائه السياسية والثقافة والاقتصادية الذي يعتبر الدكتور عبد العزيز بن حبتور أحد صناعها … ومن يقرأ او يطلع على ذلك السفر الكبير الذي قام بجمعه وإصداره عددا من الكفاءات الصحفية والأكاديمية التي ذكرها ابن حبتور بالشكر والتقدير على جهودها التي ساعدته على إخراج ذلك السفر الموسوعي الكبير الى حيز القراءة والاطلاع .
ولست بحاجة أن أؤكد بأن ابن حبتور بثقافته الواسعة وشخصيته الوطنية الوحدوية هو رمزا للزمن اليمني الجميل والدولة اليمنية الحديثة التي يتمناها كل مواطن يمني في هذا الزمن الصعب من تاريخ شعبنا باعتبارها الحل الوحيد للولوج من جديد إلي المستقبل وبناء اليمن الجديد.
التحية و المباركة للدكتور عبد العزيز على هذا الإنجاز الكبير الذي لا شك سيكون منارة لكل من يبحث عن المعرفة السياسية والاقتصادية والثقافية اليمنية ومرجعا مهما عن سنوات طويلة من تراكم الخبرات.