د.عبد الله الشعيبي*
عيد مبارك وكل عام والجميع بخير
تخيلوا حجم وكمية الرصاص والسلاح المستخدم في كل من ليبيا والسودان واليمن والعراق وسوريا .
تخيلوا لو أن تلك الطاقة وجهت لصدر العدو الغاصب للأرض العربية .
تخيلوا لو توحدت تلك الطاقة مع الإرادة كيف سيكون الفرق حينها .
لكن كيف سنتخيل ونحن لا نعترف بالتخيل ونكره الأحلام والتوقعات العلمية .
ولن ندعوكم لتتخيلوا أو تركبوا خيالاتكم لو قلنا لكم كم كلفت تلك الطاقات عربيا وعلى حساب المواطن العربي حتى لا يقال عنا بأننا لا نفهم شيئا مما يجري وسيجري فالدماء العربية ليس لها أي قيمة في الحسابات العربية ،ومش مهم لو يصرف العرب عشرات المليارات من الدولارات من أجل تقتيل بعضهم بعض فكل قطرة دم عربية تسفك تشغل مصنع سلاح في أمريكا وأوروبا وهذا بحد ذاته إنجاز حضاري عربي إنساني لا يقدر بثمن .
تخيلوا وزيدوا في التخيل ولا بأس من ركوب الخيل لو أن تفكيرنا تجاوز حدودنا وطاقتا وإمكانياتنا وقررنا نتوجه إلى البناء التنموي فقط كيف سيكون حالنا ؟ وتخيلوا أصدقائي لو فكرنا وقررنا مراجعة تاريخنا بكل سلبياته وايجابياته وقلنا بلاش منه ونحطه في الرف ونفتح دفتر جديد وصفحات بيضاء جديدة ومن دون ترصد ولا حقد ولا كراهية ولا إحباط، تخيلوا كيف سيكون حينها حالنا أو بعد كام سنة ؟ تخيلوا لو أنه لا يوجد في بلادنا جيعان أو مشرد أو مظلوم أو مريض بالتوتر وغيره ؟ تخيلوا لو أن معنا حكام لا يفسدون ولا وجود للفساد والقهر ؟ تخيلوا لو أن العالم يستنبط علومه مننا ويبعثوا بأولادهم للدراسة في بلادنا ؟ وتخيلوا لو أن بلادنا لا تستورد من الخارج شيء بل ونصدر من الإبرة إلى الصاروخ السلمي ؟ تخيلوا لو أنه لا يوجد من يفكر بالسياسة والبرلمان ولا يحزنون ؟ تخيلوا لو أن صندوق الزكاة ممتلئ بالأموال ولا يوجد من يشحت أو ينتظر مكرمة الصندوق لأن كل الناس تحب بعضها بعض ويتعاون الجميع مع المحتاجين حتى تختفي لغة الاحتياج ؟ .
دعونا نتخيل ونحلم ونتوقف عن ممارسة القمع والحقد والحسد والقيل والقال؟ ودعونا نتخيل حياتنا من دون أوجاع ولا اتراح ولا يحزنون ؟ ،تخيلوا أن لاوجود للسجون ولا للجواسيس والعسس المتخفين ولا لأجهزة القمع ولا الطرقات المكسرة ولا البيوت الآيلة للسقوط، تخيلوا إن البضائع مكدسة من كل الأنواع ولا أحد يفكر بسرقتها وهي في الشوارع النظيفة ؟تخيلوا إن الكهرباء لا تطفا ولا المياه ؟ ،تخيلوا إن طلابنا يتمتعوا بالمكانة العلمية الأولى في العالم ؟
*كاتب وباحث