بقلم / محمد الصالحي
يشهد العالم تغيرات كبرى في موازين القوى العالمية ينذر ببداية انتهاء هيمنة القطبية الاحادية الامريكية بظهور فاعلين دوليين اخرين وقد يتجه العالم الي نظام عالمي و قطبيه جديدة قد تكون ثنائية او متعددة الاطراف.
وعلى مر التاريخ الحديث تشهد المرحلة التي تسبق ظهور الشكل النهائي للنظام العالمي تقسيمات سياسية جديدة منها ظهور دول جديدة وانتهاء دول كانت موجودة و استقواء دول وضعف دول اخرى.
فمثلاً بعد الحرب العالمية الثانية تحول النظام الدولي من متعدد القطبية الي ثنائي القطبية وفي هذه المرحلة بدأ ينحصر ويضعف الدور البريطاني بعد ان كانت القوة الاولى عالمياً والإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عن مستعمراتها وبدأت حركات التحرر والثورات ضدها وكان لابد من ايجاد البديل الذي يحل محل بريطانيا فظهر مبدأ أيزنهاور وهو ما سمي بسياسة ملئ الفراغ ويقوم على ان تحل امريكا محل بريطانيا وخاصةً في منطقة الشرق الاوسط.
وذلك لان امريكا تتزعم المعسكر الغربي الرأسمالي احد قطبي النظام الدولي والذي تنتمي اليه بريطانيا فالدول التي كانت تقع تحت نظام الحماية البريطانية والتي انشأتها بريطانيا كالسعودية مثلاً اصبحت تحت الحماية الامريكية وارتبط بقائها ببقاء المصالح الامريكية وعملت هذه الدول على المحافظة على المصالح الامريكية وتسخير مواردها وامكانياتها من اجل ان تضمن بقائها فلو لاحظنا تقلبات السياسة الخارجية السعودية من مناهض للتيار القومي الي معارض للفكر الشيوعي الي معادي لايران وحركات المقاومة لوجدنا انها دائماً تقف في وجه كل من يعادي او يعارض امريكا.
وكما اسلفنا ان النظام العالمي يشهد تغيرات في موازين القوى فأن هذا المخاض جعل السعودية تبحث لها عن حامي جديد ان صحة العبارة لتستظل تحت مظلته كما فعلت من قبل بعد ان تحولت من الوصاية البريطانية الي الوصاية الامريكية، لانه من المستحيل ان تبقى دون حماية خارجية
وذلك لان النظام السعودي نظام تابع فليس له هوية خاصه به تحدد توجهاته ومويله واهدافه ولكنه اداه لمن يحميه ، لان حكام السعودية هدفهم الاول والاخير الحكم والسلطة بأي طريقة وبأي وسيلة كانت فلا غرابة من التقلبات في سياستهم الخارجية ففي كل مرحلة يرتدوا قناع مختلف عما سبقه يظهر حجم التناقضات بين اشكال السياسة الخارجية السعودية، كما انهم دخلوا في صراعات اقليمية ودولية كانوا في غنى عنها واصبحوا منبوذين من اغلب دول وشعوب المنطقة وفي حاله عدم وجود حامي لهم ستنهار دولتهم في وقت قياسي جداً.
ولذلك يحاول النظام السعودي ترميم علاقاته مع دول المنطقة فاتجه للتصالح مع ايرااااان، واعاد علاقاته مع سوريا ليس حباً في السلام ولكن تفادياً لأي صدام مباشر او غير مباشر مع روسيا الحليف الاول للدولتين.
كما تحاول السعووودية ان تبقى خارج الصراع الروسي من جهة والاوروبي الامريكي من جهة اخرى لذلك اتجهت للصين ليكون وسيط اتفاقها مع ايرااااان في محاولة للتقرب من الصين اللاعب الابرز والاقوى.
ومحاولاتها الخروج من حرب اليمن بتقديم نفسها كوسيط لتخرج من تبعات الحرررررب والعدوووووان مستقبلاً وخاصةً ان اليمن بفضل الله يتجه ليكون قوة جديدة في المنطقة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً لتزامن بناء دولة اليمن الحديثة التي ولدت من رحم المعاناة في ضل عدووووان غاشم وحصار جائر كانا الدافع الرئيسي لتوجيه الموارد المتاحه والموجودة وان كانت ضئيلة نحو بناء قوة عسكرية قادرة على حماية سيادة الدولة يحسب لها الف حساب في المنطقة.
ولكن الشيء الوحيد الذي لا يفكر فيه النظام السعودي هو ان يخرج من اطار التبعيه، وان يكون نظام له هويته وتوجهه وقضيته.
ولكن هل سيسمح الامرررريكيين بان يكون هناك وصي جديد على العرش السعودي؟
من المستحيل ان تسمح امريكا بان تخرج السعوووودية من تحت وصايتها فقد سبقت السعودية بخطوة باصدار قانون جاستا والذي وضع أساساً للضغط على السعودية بتهمة تمويل ودعم الارررررهاب.
كما ان توريطها في حرب اليمن الذي أعلنته من واشنطن دون اي تفويض من مجلس الامن الدولي يجيز لها استخدام القوة المسلحة بمثابة ورقة ضغط كبيرة ضد السعودية.
ولا ننسى عائدات النفط السعوووودي التي تورد الي الخزانة الامريكية ولا يسمح للسعودية باخذ اكثر من موازنتها العامة.
ولابد من التذكير بالقوات الامريكية المنتشرة في الاراضي والمياة السعودية والتي بمثابة العصا الغليظة على رأس النظام السعودي.
كله ذلك يجعل السعودية تخنع و تركع لأمريكا كما هي دائماً ولن تخرج السعودية من تحت الوصاية الامريكية الا في حالة ان يكون الوصي الجديد هو نفسه الحامي الجديد للكيان الصهيوني كما حدث من قبل وتحولت من الوصاية البريطانية الي الوصاية الامريكية وفي الوقت نفسة تحولت حماية الكيان الصهيوني من بريطانيا الي امريكا.
وكيل محافظة شبوة