الوطني _ خاص
دعا مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي ، اليوم الأحد ، إلى مصالحة جنوبية – جنوبية،
مؤكدا على أن المصالحة وتأسيس عمل سياسي جنوبي مشترك في الوقت الراهن قد بات أمراً ملحاً خلال مرحلة الهدنة ومابعدها .
وقال المجلس ، في بيان له ، بأن ” مايحز بالنفس أن تلك المفاوضات الجارية بين دول الإقليم وبعضها من ناحية وبين الرياض وصنعاء من ناحية أخرى قد شارفت على وضع اللمسات الأخيرة لوقف الحرب والمصالحة “، في الوقت الذي تبحث فيه الأطراف الجنوبية وسط كل ذلك الزخم عن مقعد ثانوي في أي مفاوضات شكلية مستقبلية ، الأمر الذي يمنحهم مجرد دور محدود بحدود ذلك المقعد الهامشي ، وفق البيان .
وأوضح البيان بأن تواصلات مجلس الإنقاذ السابقة مع مختلف الٱطراف الجنوبية للحوار والتفاوض لم تلق ءاذاناً صاغية ، مرجعاً ذلك إلى انبهار المكونات الجنوبية ب ” بريق السلطة وتحاصص المقاعد الوزارية التي أبهرت بعض المكونات الجنوبية على حساب الجنوب وقضيته “.
وتوجه المجلس بدعوة وصفها ب ” الصادقة والعلنية ” لكافة المكونات الجنوبية للتفاوض والحوار ، مشيراً إلى أنه سيولي جل اهتمامه وأولوياته – خلال الفترة القادمة – للتواصل مع كافة الأطراف للوصول إلى حوار ومصالحة جنوبية _ جنوبية تؤسس لتنسيق العمل والمواقف للمرحلة الراهنة ومرحلة مابعد الحرب ، وفق البيان.
إليكم نص البيان :
يراقب مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي عن كثب سلسلة المصالحات التي بدأت منذ عامين ابتداء بالمصالحة القطرية السعودية وماتوسطها من مصالحات بين الدول الفاعلة على مستوى المنطقة والإقليم ، وصولاً إلى اتفاق المصالحة وإعادة العلاقات بين السعودية وإيران وانعكاس سلسلة المصالحات تلك على الحرب في اليمن التي أوشكت ان تضع أوزارها وفقًا لبعض مؤشرات المفاوضات الجارية بين السعودية وصنعاء .
إن مايحز بالنفس أن تلك المفاوضات الجارية بين دول الإقليم وبعضها من ناحية وبين الرياض وصنعاء من ناحية أخرى قد شارفت على وضع اللمسات الأخيرة لوقف الحرب والمصالحة وإعادة تطبيع الحياة في اليمن وعموم المنطقة ، بينما تبحث الأطراف الجنوبية وسط كل ذلك الزخم عن مقعد ثانوي في أي مفاوضات شكلية مستقبلية ، الأمر الذي يمنحهم مجرد دور محدود بحدود ذلك المقعد الهامشي ، ويقزم تاريخ النضال من أجل القضية الجنوبية التي انضوى تحت ظلها جميع المكونات والأفراد في جنوب الوطن بمختلف مفاهيمهم وأفكارهم التي أضفوها على تلك القضية الجامعة .
لقد تجاهلت القوى والمكونات الجنوبية أولوية المصالحة الجنوبية – الجنوبية التي ستجعل من الجنوب وقضيته رقماً صعباً بين الفاعلين المحليين وتضعه على الخارطة السياسية لفترة مابعد الحرب ، وإنه لمن غير المعقول والمقبول تصور مصالحة عربية – عربية وكذا يمنية شاملة دون مصالحة جنوبية – جنوبية كما لايجوز أن تكون المصالحة الجنوبية آخر مايحدث خاصة إذا ما نظرنا إلى أن أساس قيام الحراك الجنوبي كان بالسبق بمبدأ التصالح والتسامح الذي تم وأده والدوس عليه بجنازير أحادية التمثيل المزعوم للجنوب وقضيته ، بل إننا نؤكد على أن المصالحة وتأسيس عمل سياسي جنوبي مشترك في الوقت الراهن قد بات أمراً ملحاً خلال مرحلة الهدنة ومابعدها حتى مع الإختلاف بين المكونات في بعض التفاصيل والأجندات السياسية لكل منها على حده .
لقد سبق وأن تواصل المجلس مع مختلف الأطراف الجنوبية ومن بينها المجلس الإنتقالي الجنوبي ، وعلى الرغم من تقديمنا الكثير من التنازلات إلا أن ذلك التواصل لم يثمر عن أي شيء ولم يؤخذ على محمل الجد بسبب بريق السلطة وتحاصص المقاعد الوزارية التي أبهرت بعض المكونات الجنوبية على حساب الجنوب وقضيته ، واستمرار تلك الغشاوة إلى مرحلة مابعد الحرب سيشكل ضربة قاصمة للجميع دون استثناء .
وبناء على كل ماسبق ، فإننا نتوجه بدعوة صادقة وعلنية للتفاوض مع وبين كل الأطراف ونمد أيدينا للحوار مع الإنتقالي وكافة الأطراف الأخرى الموجودة في الشرعية وفي صنعاء وبشكل مباشر ، وخلال الفترة القادمة سيولي المجلس جل اهتمامه وأولوياته للتواصل مع كافة الأطراف للوصول إلى حوار ومصالحة جنوبية _ جنوبية تؤسس لتنسيق العمل والمواقف للمرحلة الراهنة ومرحلة مابعد الحرب ، كما نؤكد أيضاً بأن الحوار الجنوبي – الجنوبي لن يؤثر على أي حوار أو مفاوضات مع الشرعية ومع أنصار الله وغيرهم من الاحزاب والمكونات ، سواء أكان ذلك عبر مفاوضات مرتبطة بأسس الهدنة الحالية برعاية أممية وإقليمية أو عبر المفاوضات المباشرة .
رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف خير
مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي
٩ إبريل ٢٠٢٣م