انطلاقتك- هدى قضاض
إنّ حياة الطالب مليئة بالمشاكل والالتزامات، فبالإضافة إلى المحاضرات والامتحانات والسكن الجامعي والمصروف وغيره من الأمور التي تشغله، نجد اختيار التدريب، والذي يعتبر من بين أهم النقاط التي لابد وأن يواجهها أي طالب كيفما كان تخصصه ولو مرة على الأقل خلال مسيرته الجامعية، حيث يعتبر الحصول على فترة تدريب مدتها شهرٌ على الأقل من أهم الوسائل التي تقربه من سوق العمل وهمومه.
في الغالب، يتم طلب قبول الترشح لاجتياز تدريب من طرف الطالب نفسه دون أي تدخل من الجامعة أو الكلية، فهو الملزم باختيار مكان التدريب ومدته وكيفيته، وأحيانًا يتم مناقشة أو كتابة تقرير حول قضية ما ترتبط بالمجال وبالشركة المختارة.
إنّ أهم الأسئلة الجدية التي تواجه الطالب في اختياره تخص نوع الشركة نفسها. هل يتم اختيار شركة كبيرة معروفة أو شركة ناشئة لا زالت في بداياتها؟ من خلال هذا الموضوع سنحاول أن نطرح مقارنةً عمليةً بين الاثنتين، بحيث تستطيع أن تختار الأنسب لك بينهما.
حجم المكان وتنظيمه
إنّ مكان تواجد الشركة الكبيرة غالبًا ما يكون بنايةً كاملةً، عكس الشركة الناشئة التي لن يتجاوز مقرها الوحيد طابقًا واحدًا من عمارة كأكثر تقدير. تماشيًّا مع ذلك، فالشركات الكبيرة، ونظرًا لكبر مساحة مبناها، تجمع عددًا كبيرًا من المصالح والأقسام، وبالتالي تقسيمًا محددًّا ودقيقًا للمهام. الأمر الذي سيساعدك على التعرف على العديد منها خلال فترة تدريبك، ويمكّنك من الانتقال بينها بشكلٍ يسمح لك بالتعلم واكتساب مهارات أوسع وأكبر من قبل العديد من الأشخاص والعمال (إن لم تستطع الحصول على معلومة من أحدهم فيكفي سؤال شخصٍ آخر، فالخيارات متاحة أمامك).
من جانب آخر، فالشركات الناشئة، ونظرًا لتركز الأقسام في مكان واحدٍ أو ربما في شخصٍ واحد، حيث تجد مثلًا المدير يقوم بالمحاسبة والتدقيق والمالية وكل ما له علاقة بالاقتصاد أو التسيير، يمكنك بسهولة التقرب من شخصٍ واحد لتتمكن من التعرف على قسم أو أقسام كاملةٍ (لكن انتبه، فمن جهة أخرى، إن لم تستطع ذلك فستفقد معلومات عن الأقسام جميعها).
شروط العمل واللباس
إنّ شروط العمل وإلزام اللباس الرسمي غالبًا ما تخص الشركات الكبيرة، عكس الشركات الناشئة التي لاتسطر قيودًا في التسيير أو شروطًا في طريقة اللباس.
لهذا، وإن كنت ممن يشعرون بالضغط من الزي العملي الرسمي، وممن لا يحبذون شروط العمل القاسية والمشددة، فالشركات الناشئة هي الخيار الأمثل لك، بينما وإن كنت ممن يحبون الشعور بجدية العمل والتدريب من خلال مثل هكذا أمور، فالشركات الكبيرة هي مكانك الأفضل للالتزام والإحساس بالمسؤولية والعملية، مع الأخذ بعين الاعتبار تناسب ساعات التدريب في الشركة مع ساعات دوامك في الجامعة، والأوقات التي تحتاجها للمذاكرة.
الهيكل التنظيمي
في الغالب، فالهيكل التنظيمي للشركات الكبيرة يكون عموديًّا، أي أنّ المتدرب يكون في قاعدة الهرم، ولايمكنه التواصل إلّا مع الموظفين، وليس مع مدير القسم أو مع المدير العام، فقمة الهرم حكرٌ على الموظفين من أصحاب المصالح العليا. وبالتالي، فلن يمكنك تكوين علاقات ولا تقديم أفكار أو اقتراحات لمؤسس الشركة أو مديرها. الأمر الذي سيحصر علاقاتك العملية مع الطبقة العاملة فقط.
للإشارة، فالأمر لا يعني أنّك لن تحصل على أي فائدة، بل على العكس، فالموظفون هم الأدرى بأهم العمليات، الوظائف، المشاكل وكل ما يمر بالشركة. وبالتالي، فهم الموارد الغنية التي ستثري تدريبك كطالب متدرب.
من جهة أخرى، فالهيكل التنظيمي للشركة الناشئة أفقي، حيث يمكن التواصل بسهولة مع رئيس الشركة ومع كل العاملين بها، والذين يكونون في الغالب من نفس سن الطالب أو أقرب، الأمر الذي يعزز القدرة على التواصل معهم وربما المشاركة والمساعدة في أداء المهام. وبالتالي، فهذا النوع من الشركات يوفر للطالب القدرة على تقديم إضافة ملحوظة في الشركة والمساهمة في تطويرها، حيث من السهل الإصغاء إلى اقتراحاته وأفكاره وقابلية تطبيقها في كثير من الأحيان، مستفيدين من مستواه التعليمي وخبراته المعرفية.
تقوية السيرة الذاتية
إنّها النقطة الفارقة في حياة الطالب، والسبب الرئيسي في الغالب الذي دفعه للتقديم على التدريب في إحدى الشركتين. هنا، وتعزيزًا للسيرة الذاتية، لكل من النوعين وظيفة خاصة.
لا أحد ينكر أنّ الحصول على تدريب في شركة كبيرة له دفعة قوة وقيمة كبرى في سيرتك الذاتية، خاصةً إن كنت تنوي إتمام دراستك أو الحصول على فرصة عمل في شركة كبيرة في داخل بلدك أو في خارجه، فالشركات الكبرى معروفة على الصعيد العام، وسيسهل تقييمها والتعرف عليها من طرف مشغلك في حال التقدم على وظيفة أو دراسة.
أمّا بالنسبة للشركات الناشئة، فقد ترى أنّ أثرها في السيرة الذاتية ضئيلٌ مقارنةً بسابقتها، وهذا صحيح إن كانت المقارنة تتم حسب القيمة في السوق والشهرة.
لكن لا تيأس، بل هناك نقطة مهمة يمكنك الارتكاز عليها مع هذا النوع من الشركات وهي “المهام” التي أنجزتها، فكما أخبرتك في السابق الشركات الناشئة توفر لك إلى جانب التدريب فرصةً للمشاركة الفعالة في أداة العمل والوظيفة أكثر من سابقتها، وبالتالي فسطّر كل المهام التي أنجزتها أو تعرفت عليها خلال تدريبك، فهذا سيقوي موقف سيرتك الذاتية.
الشركات الناشئة تكسبك خبرةً أكبر وتوفر لك مساحةً أفضل للاحتكاك بعالم الأعمال، بينما الشركات الكبيرة تقدم لك دفعةً أكبر من حيث اسمها ومركزها. أَأَنت بحاجة لما يقوي سيرتك الذاتية أم ما يقوي خبرتك؟ بإجابتك على هذا السؤال، آخذًا بعين الاعتبار مستواك الجامعي (فهدفك من التدريب كطالبٍ مقبل على التخرج يختلف عن كونك طالبًا في السنين الجامعية الأولى)، وبتعرفك على أهم الفروق بين الشركات الكبيرة والناشئة، أظنك الآن قادرٌ على اتخاذ القرار الأفضل حسب ما تراه مناسبًا لك.
المصدر اراجيك
إنّ حياة الطالب مليئة بالمشاكل والالتزامات، فبالإضافة إلى المحاضرات والامتحانات والسكن الجامعي والمصروف وغيره من الأمور التي تشغله، نجد اختيار التدريب، والذي يعتبر من بين أهم النقاط التي لابد وأن يواجهها أي طالب كيفما كان تخصصه ولو مرة على الأقل خلال مسيرته الجامعية، حيث يعتبر الحصول على فترة تدريب مدتها شهرٌ على الأقل من أهم الوسائل التي تقربه من سوق العمل وهمومه.
في الغالب، يتم طلب قبول الترشح لاجتياز تدريب من طرف الطالب نفسه دون أي تدخل من الجامعة أو الكلية، فهو الملزم باختيار مكان التدريب ومدته وكيفيته، وأحيانًا يتم مناقشة أو كتابة تقرير حول قضية ما ترتبط بالمجال وبالشركة المختارة.
إنّ أهم الأسئلة الجدية التي تواجه الطالب في اختياره تخص نوع الشركة نفسها. هل يتم اختيار شركة كبيرة معروفة أو شركة ناشئة لا زالت في بداياتها؟ من خلال هذا الموضوع سنحاول أن نطرح مقارنةً عمليةً بين الاثنتين، بحيث تستطيع أن تختار الأنسب لك بينهما.
حجم المكان وتنظيمه
إنّ مكان تواجد الشركة الكبيرة غالبًا ما يكون بنايةً كاملةً، عكس الشركة الناشئة التي لن يتجاوز مقرها الوحيد طابقًا واحدًا من عمارة كأكثر تقدير. تماشيًّا مع ذلك، فالشركات الكبيرة، ونظرًا لكبر مساحة مبناها، تجمع عددًا كبيرًا من المصالح والأقسام، وبالتالي تقسيمًا محددًّا ودقيقًا للمهام. الأمر الذي سيساعدك على التعرف على العديد منها خلال فترة تدريبك، ويمكّنك من الانتقال بينها بشكلٍ يسمح لك بالتعلم واكتساب مهارات أوسع وأكبر من قبل العديد من الأشخاص والعمال (إن لم تستطع الحصول على معلومة من أحدهم فيكفي سؤال شخصٍ آخر، فالخيارات متاحة أمامك).
من جانب آخر، فالشركات الناشئة، ونظرًا لتركز الأقسام في مكان واحدٍ أو ربما في شخصٍ واحد، حيث تجد مثلًا المدير يقوم بالمحاسبة والتدقيق والمالية وكل ما له علاقة بالاقتصاد أو التسيير، يمكنك بسهولة التقرب من شخصٍ واحد لتتمكن من التعرف على قسم أو أقسام كاملةٍ (لكن انتبه، فمن جهة أخرى، إن لم تستطع ذلك فستفقد معلومات عن الأقسام جميعها).
شروط العمل واللباس
إنّ شروط العمل وإلزام اللباس الرسمي غالبًا ما تخص الشركات الكبيرة، عكس الشركات الناشئة التي لاتسطر قيودًا في التسيير أو شروطًا في طريقة اللباس.
لهذا، وإن كنت ممن يشعرون بالضغط من الزي العملي الرسمي، وممن لا يحبذون شروط العمل القاسية والمشددة، فالشركات الناشئة هي الخيار الأمثل لك، بينما وإن كنت ممن يحبون الشعور بجدية العمل والتدريب من خلال مثل هكذا أمور، فالشركات الكبيرة هي مكانك الأفضل للالتزام والإحساس بالمسؤولية والعملية، مع الأخذ بعين الاعتبار تناسب ساعات التدريب في الشركة مع ساعات دوامك في الجامعة، والأوقات التي تحتاجها للمذاكرة.
الهيكل التنظيمي
في الغالب، فالهيكل التنظيمي للشركات الكبيرة يكون عموديًّا، أي أنّ المتدرب يكون في قاعدة الهرم، ولايمكنه التواصل إلّا مع الموظفين، وليس مع مدير القسم أو مع المدير العام، فقمة الهرم حكرٌ على الموظفين من أصحاب المصالح العليا. وبالتالي، فلن يمكنك تكوين علاقات ولا تقديم أفكار أو اقتراحات لمؤسس الشركة أو مديرها. الأمر الذي سيحصر علاقاتك العملية مع الطبقة العاملة فقط.
للإشارة، فالأمر لا يعني أنّك لن تحصل على أي فائدة، بل على العكس، فالموظفون هم الأدرى بأهم العمليات، الوظائف، المشاكل وكل ما يمر بالشركة. وبالتالي، فهم الموارد الغنية التي ستثري تدريبك كطالب متدرب.
من جهة أخرى، فالهيكل التنظيمي للشركة الناشئة أفقي، حيث يمكن التواصل بسهولة مع رئيس الشركة ومع كل العاملين بها، والذين يكونون في الغالب من نفس سن الطالب أو أقرب، الأمر الذي يعزز القدرة على التواصل معهم وربما المشاركة والمساعدة في أداء المهام. وبالتالي، فهذا النوع من الشركات يوفر للطالب القدرة على تقديم إضافة ملحوظة في الشركة والمساهمة في تطويرها، حيث من السهل الإصغاء إلى اقتراحاته وأفكاره وقابلية تطبيقها في كثير من الأحيان، مستفيدين من مستواه التعليمي وخبراته المعرفية.
تقوية السيرة الذاتية
إنّها النقطة الفارقة في حياة الطالب، والسبب الرئيسي في الغالب الذي دفعه للتقديم على التدريب في إحدى الشركتين. هنا، وتعزيزًا للسيرة الذاتية، لكل من النوعين وظيفة خاصة.
لا أحد ينكر أنّ الحصول على تدريب في شركة كبيرة له دفعة قوة وقيمة كبرى في سيرتك الذاتية، خاصةً إن كنت تنوي إتمام دراستك أو الحصول على فرصة عمل في شركة كبيرة في داخل بلدك أو في خارجه، فالشركات الكبرى معروفة على الصعيد العام، وسيسهل تقييمها والتعرف عليها من طرف مشغلك في حال التقدم على وظيفة أو دراسة.
أمّا بالنسبة للشركات الناشئة، فقد ترى أنّ أثرها في السيرة الذاتية ضئيلٌ مقارنةً بسابقتها، وهذا صحيح إن كانت المقارنة تتم حسب القيمة في السوق والشهرة.
لكن لا تيأس، بل هناك نقطة مهمة يمكنك الارتكاز عليها مع هذا النوع من الشركات وهي “المهام” التي أنجزتها، فكما أخبرتك في السابق الشركات الناشئة توفر لك إلى جانب التدريب فرصةً للمشاركة الفعالة في أداة العمل والوظيفة أكثر من سابقتها، وبالتالي فسطّر كل المهام التي أنجزتها أو تعرفت عليها خلال تدريبك، فهذا سيقوي موقف سيرتك الذاتية.
الشركات الناشئة تكسبك خبرةً أكبر وتوفر لك مساحةً أفضل للاحتكاك بعالم الأعمال، بينما الشركات الكبيرة تقدم لك دفعةً أكبر من حيث اسمها ومركزها. أَأَنت بحاجة لما يقوي سيرتك الذاتية أم ما يقوي خبرتك؟ بإجابتك على هذا السؤال، آخذًا بعين الاعتبار مستواك الجامعي (فهدفك من التدريب كطالبٍ مقبل على التخرج يختلف عن كونك طالبًا في السنين الجامعية الأولى)، وبتعرفك على أهم الفروق بين الشركات الكبيرة والناشئة، أظنك الآن قادرٌ على اتخاذ القرار الأفضل حسب ما تراه مناسبًا لك.
المصدر اراجيك
hadamarnews.net