عفارة وجباري وشرف محفوظ وافتقادنا القيم والأخلاق

ماهر المتوكل

وصول كابتن المنتخب السابق خالد عفاره والملقب بوزير الدفاع لما وصل إليه من وضع محزن ومأساوي أمر متوقع ليس لسلبية وجحيم الفساد والتلوث الغير أخلاقي السائد في الوسط الرياضي منذ اقتحم حياتنا الرياضي أرباب السوابق ومن لا صلة لهم بالرياضة والتجار الذين( كالملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة)…. فالتجار وأرباب المصالح وزحمة المنافقين الذين اقتحموا المجال الرياضي في غفلة من التاريخ ولابتعاد رموز الرياضة وأسيادها من المربين الأفاضل الذين كانوا قدوة للأجيال وأدت كارثة دخول التجار في الأندية والاتحادات والمناصب القيادية الى وصولنا لما أصبحنا عليه اليوم .. فالتجار لم يكتفوا بجرائمهم بحق البلاد والعباد والمتاجرة بأقوات الناس وإذلالهم بل تقافزوا للوسط الرياضي وحولوه لواقع بزنس ومصالح بإسناد جيوش من منافقي الرياضة الذين تحولوا لمستشارين لتجار الرياضة في الأندية والاتحادات والقيادات الرياضية وعمل كثرة منا بفعل الوضع المأساوي الى منح القاب الأستاذ والشيخ والقيادي المحنك وداعم الرياضة وداعم الشباب وسارق الثياب وألقاب لها أول وما لها آخر ولذلك ليس صادما وصول النجم خالد عفاره الذي عرفته في السابق وتواصلت معه إبان إحراز منتخبنا الوطني الناشئين لبطولة غرب آسيا فذكرني بلقاء سابق لنا في صنعاء في مباراة للمنتخب مع الإمارات حينها.

ومأساة النجم خالد عفاره الإنسانية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة فمنذ مدة كنت قد عرفت بمأساة وكمد هداف التلال ونجم المنتخب وهداف العرب شرف محفوظ الذي ظل حتى لحظة كتابة الخبر يكابد البحث عن تكاليف ابنته بعد أن خذلناه نحن الإعلاميين قبل غيرنا، الإعلاميين الذين كنا نتوق للتفرد بتصريح خاص معه، وعندما احتاج لنا لنبين مأساته بعلاج ابنته التي وقعت من إحدى الأدوار وحاجته لإجراء أكثر من عملية لابنته في الهند والعودة وقبلها مأساة لاعب أهلي صنعاء ربيع جعره، الذي تعرض لإصابة في العمود وتحمل فوق طاقته واستدان مليوني ريال بعد أن خذله ناديه أهلي صنعاء والوزارة وصندوق النشء وكل المعنيين، كما هو حال نجم المنتخبات حسين جباري الذي اقعدته الإصابة منزويا مكدر الخاطر وأصيبت إحدى قدميه بالضمور ومآسي لها أول وليس لها آخر، تؤكد أن الواقع الرياضي وقيمه ومبادئه وأخلاق المتواجدين اليوم ليس كما كان عليه الوضع في الأمس.

لماذا هذا الجحود والتنكر والتعامل اللاإنساني ليس مع نجوم كبار بحجم خالد عفاره وحسين جباري وشرف محفوظ وربيع جعره ومحمد علوي لاعب طليعة تعز ولاعب منتخب الأمل ووجهة نظر ارتكن فيها لما يزيد عن ثلاثين عاما لاعب ألعاب قوى ومشرف ثقافي ومشرف رياضي بطليعة تعز ورئيس اللجنة الثقافية لأندية تعز ومناصب إدارية في العديد من الاتحادات ومسيرتي الطويلة في الإعلام.

أؤكد أن ما أصاب الرياضة والشباب في مقتل كما يقول أشقاءنا المصريين أمرين الأول(غياب المرجعيات ورموز الرياضة وتربوييها وقيادييها وخبراتها بفعل الممات أو الانكفاء بعد صدمتهم بالمتغيرات أو بفعل حملات التضليل والسياسة الممنهجة للتجار الذين سلطوا كلابهم من منافقي الأندية والرياضة والشباب والإعلاميين ضعفاء النفوس والذي بلا قيم ولا أخلاق فعمدوا الى حملات تشويه لكل من يدافع عن طهارة ناديه أو الاتحاد الذي ينتمي له مخافة أن تتحول الأندية والاتحادات الى ضيع وعزب ومؤسسات خاصه للتجار أو كبار القيادات والنافذين الذين تناكعوا وقفزوا حتى من فوق الأسوار للأندية والاتحادات والوزارة و(منح الإعلاميين الألقاب وتلميع من لا يستحق ممن لا يملك).

وأقر وأعترف بأننا كنا كإعلاميين جزءا من المشكلة وليس أدوات للتغير الإيجابي، والآن المطلوب حملة للشرفاء فقط لرصد كل مآسي نجوم الرياضة والشباب وتبنى همومهم ومساندتهم حتى ينالوا أبسط ما يستحقونه وهذا لا يزال ممكنا، مع اعتذاري واحترامي لكل من سيخالفني في الرأي، وبس خلاص.

اخبار ذات صلة