يبدو أن أقلية فقط هم الذين سمعوا عن خدمات “المساحات الآمنة” في اليمن، فقد أجاب 18% فقط من المشاركين في استبيان أجراه مشروع منصتي 30 بأنهم سمعوا عن هذه الخدمات ويعلمون ما هي، كما أجاب
14% آخرون بأنهم سمعوا عنها، ولكنهم لا يعلمون ما هي، في المقابل، قال 42% إنهم لم يسمعوا عن هذه الخدمات، ولا يعلمون ما هي، وقال 26% إنهم لا يعلمون بوجود هذه الخدمات في مناطقهم، ولكنهم يعلمون ما هي إجمالاً.
وبحسب إحصائيات النتائج فلا توجد فروقات كبيرة بين المشاركين من الفئات العمرية الذين قالوا إنهم لم يسمعوا عن هذه الخدمات ولا يعلمون ما هي، لكن نسبياً فإن الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً هم الأقل اختياراً لهذا الخيار (38% منهم) بالمقارنة مع الأصغر سناً، ومن حيث النوع فإن نسب الإناث جاءت كالتالي:
19.9% نعم، سمعت عنها وأعلم ما هي
11.3% نعم، سمعت عنها ولكني لا أعلم ما هي
43.4% لا، لم أسمع عنها ولا أعلم ما هي
25.3% لا، لا أعلم بوجودها، لكني أعلم ما هي
الجهل بهذه الخدمات هو سبب مهم من أسباب عدم لجوء النساء والفتيات لخدمات المساحات الآمنة بحسب تصويت المشاركين في الاستبيان (68%)، وهو ثاني أهم سبب بعد مفهوم العيب (77%)، بجانب جملة أخرى من الأسباب كغياب أو ضعف شعور النساء بالأمان لهذه الخدمات (44%)، ووضع النساء المادي المعتمد على الرجل (34%).
اختيارات الإناث هنا جاءت كالتالي:
72.4% ضعف معرفة المجتمعات المحلية بهذه المراكز
39.4% وضع النساء المادي المعتمد على الرجل
76.5% مفهوم العيب والعادات والتقاليد
52.5% غياب/ضعف شعور النساء بالأمان لهذه الخدمات
19.0% التفسيرات المتشددة للدين الإسلامي
33.5% اعتبار العنف مسألة طبيعية واعتيادية
23.1% هذه الخدمات دخيلة على المجتمع اليمني
ضمن مظاهر الجهل بهذه الخدمات، قال 47% إنهم لا يعلمون ما إذا كانت خدمات المساحات الآمنة هي خدمات مجانية أم مدفوعة، ويبدو أن الذكور هنا أكثر جهلاً قليلاً من الإناث بواقع 49% منهم، في مقابل 42% من الإناث، وإجمالاً فإن نسبة الجاهلين بهذا الأمر أكبر من نسبة الذين قالوا إنهم يعتقدون أنها مجانية (45%) وإن كان الفارق ضئيلاً، وكما هو متوقع فإن الأكبر سناً الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً هم الأكثر علماً بمجانية هذه الخدمات بنسبة 51% منهم، بالمقارنة مع الأصغر سناً الذين تقل أعمارهم عن العشرين عاماً بنسبة 38% منهم.
المشاركات والمشاركون في الاستبيان اقترحوا تعريف الفتيات والنساء بهذه الخدمات وربطهن بالمساحات الآمنة عبر مجموعة من الأمور مثل الحملات الإعلامية على السوشل ميديا (73%)، حملات توعوية للمدارس والثانويات (67%)، أنشطة وتدريبات لعدد من النساء والفتيات الناشطات والمؤثرات (64%)، إعلانات في الإذاعة والتلفزيون (53%)، تدريبات للأخصائيات النفسيات والاجتماعيات في المدارس (52%)، وغيرها.
لنعرف أكثر موقف المشاركين والمشاركات عملياً من هذه الخدمات، سألناهم سؤالاً افتراضياً عما إذا تعرضت امرأة أو فتاة في العائلة للعنف من فرد آخر في العائلة، ما الذي تقوم به الضحية؟ فأجاب 87% من المشاركين بالقول إن عليها طلب المساعدة من فرد آخر من أفراد العائلة نفسها، وهذه النسبة تشكل الغالبية العظمى، بالمقارنة مع الغالبية الضعيفة (53%) الذين قالوا إن عليها طلب المساعدة من مراكز عدم الناجيات من العنف (المساحات الآمنة).
ولا يوجد فارق كبير فيما يتعلق بخيار الغالبية العظمى من حيث النوع بين الإناث (85%) والذكور (88%)، مع بعض الفارق في خيار الغالبية الضعيفة لصالح الإناث (64%)، بالمقارنة مع الذكور (49%).
كما وضعنا جملة من الفرضيات، أكدت الإجابات عليها أن طالبات المدارس ضحايا محتملات، وأن المدارس بيئة مناسبة للتعريف بهذه الخدمات، وأن الخدمات المقدمة للمعنفات ليست محددة وواضحة، وأن من المهم تعريف جميع أفراد المجتمع بمن فيهم الرجال بأهمية خدمات المساحات الآمنة للنساء، وأن الزواج المبكر قبل 16 سنة هو نوع من أنواع العنف القائم على النوع.
شارك في الاستبيان 757 مشارك ومشاركة، بنسبة 71% للذكور، و29% للإناث، من محافظات: صنعاء (39%)، تعز (19%)، إب (10%)، عدن (9%)، الحديدة (6%)، حضرموت (5%)، ومحافظات أخرى (12%).