زيارة الرئيس الأمريكي الى المنطقة  ..قراءة لم تكتمل

بقلم / جمال عبد الرحمن الحضرمي*

المتتبع للزخم الإعلامي الكبير الذي يضخ حاليا عن زيارة الرئيس جون بايدن ومحاولته عبر خطابة و تبريرها لجمهوره في الداخل ومحاولة تطمين من يرفضون تلك الزيارة ، وبشكل عام فانه يمكن ان نلخص مواقف عامة لتلك الزيارة تشتمل على :

  • انشاء ناتو جديد في المنطقة .
  • مناقشة قضية الإنتاج النووي لإيران .
  • معالجة مشكلة الطاقة وتدفقها الى اوربا بأسعار مناسبة.

4-العمل على تحقيق المساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين.

5-تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية ودول المنطقة .

6-دعم الهدنة في اليمن بشكل كامل : فقد تباينت مواقف الدول الإقليمية الفاعلة في الملف اليمني مع بدء الولايات المتحدة تحرك جديد في الملف اليمني من شانه تمهيد الطريق لزيارة الرئيس الأمريكي (جون بايدن) للمنطقة وتحديدا السعودية ، واستبعدت السعودية جدّية واشنطن في تحقيق تسوية شاملة في اليمن.. وقال الخبير السياسي المقرب من مركز صنع القرار في المملكة ورئيس مركز دراسات القرن الاستراتيجية سعد بن عمر في مقابلة تلفزيونية بان ملف التسوية بيد واشنطن لكنها لن تحققها بفعل ما وصفه وجود خطوط مشتبكة ومصالح مشتركة مع ايران في المنطقة ..

وهذا اول اعتراف سعودي بإدارة واشنطن لدفة الحرب على اليمن منذ بدء السعودية حربها في مارس من العام 2015 بذريعة موجهة “المد الإيراني”.، وكان الأولى به ان يشرك المملكة في دورها المستمر بالعدوان على اليمن واستمرار الحرب لمدة ثمان سنوات.

-لتعزيز شراكة الولايات المتحدة الأمريكية مع السعودية في مواجهة آثار الحرب الروسية على أوكرانيا للمساعدة في استقرار أسواق النفط وتعزيز الموقف الأمريكي أمام الصين.

وجميع تلك النقاط تتطلب التعرف على مواقف كل من حكومتي ايران وإسرائيل من هذه الزيارة عبر تصريحات رسمية في ايران تمثلت في مستشار المرشد العام ، وفي (الكيان الإسرائيلي )من خلال تصريحات القائم بأعمال رئيس الوزراء ويمكن توضيحها كما يلي :

1 -الموقف الإيراني :وقد تمثل هذا الموقف في :

أ-رفض إقامة الناتو والوجود لأى حلف عسكري في المنطقة ، وقد اتضح هذا الموقف من خلال :

-اقامت مناورات “الأمن المستقر”.. البحرية الإيرانية تعلن عن ضم مدمرة “دماوند” لأسطول الشمال .

-يوم الجمعة 8/7/2022م يوم (الوقوف بعرفة ) بدأت بعمل المناورات البحرية لسلاح البحر في الجيش الإيراني بمياه بحر قزوين بمشاركة مختلف أنواع الوحدات على السطح والجو تحت عنوان “الأمن المستقر لعام 1401 (السنة الفارسية)”، وهدفها “إرسال رسالة السلام والمحبة”، حيث شاركت في المناورات القطع البحرية التي تطلق الصواريخ، والطائرات المروحية والمسيرة، ومنظومات الحرب الإلكترونية، وكذلك وحدات المشاة في سلاح البحر بالجيش، في حين أنه من المقرر أن تستمر هذه المناورات في البر والبحر والجو على مدى يومين، إذ سيتم تقييم أداء المنظومات والموظفين ونقل التجارب من الجيل السابق إلى الجيل الحديث في بحر قزوين.

-تصريح مستشار المرشد بان الإمارات والأردن لا تملكان قدرات عسكرية للمشاركة في تحالف ضد إيران.

-أن النظام الإسلامي في إيران، وصل إلى مرحلة زاهرة في قواته المسلحة”، لافتا إلى “بلوغ إيران مرتبة عالية في صناعاتها الدفاعية ببحر قزوين، ببركة دماء الشهداء الأبرار، إذ استطاعت أن تصنع مدمرات على مستوى رفيع من التكنولوجيا تبحر في هذا البحر”.

ب -الاستمرار في تشغيل المفاعلات النووية الإيرانية بوتيرة عالية ، كما صرحت الجهات الرسمية الإيرانية بانها قد حققت نسبة تخصيب وقدرها 20%من اليورانيوم .

2-الموقف الإسرائيلي : وقد برز موقف الكيان الإسرائيلي من خلال ما يلي :

*تدعو لإقامة ناتو يعتمد على التعاون في مجال الغطاء الكامل لسماء المنطقة ورصد أي تحركات لدول معادية .

*عدم الرغبة في استمرار تشغيل وإقامة مفاعلات نووية إيرانية .

*تدعوا الى فرض عقوبات اقتصادية المناسبة ضد الحكومة الإيرانية .

*تسعى حكومة إسرائيل الى تنفيذ الخطة (ب) بعد ان يتم الموافقة عليها دوليا وفشل التفاوض حيث تهدف الى القيام بعمل عسكري كبير مع تعاون دول الإقليم بهدف تدمير اكبر عدد من المنشئات النووية الإيرانية ، وهذا يتطلب إقامة (الناتو الجديد في المنطقة )وفتح الأجواء في الجزيرة العربية لإسرائيل لتنفيذ تلك الخطة .

الاستنتاج : كل تلك المتغيرات لن تحقق الأهداف الاستراتيجية لتحقيق (امن دائم ونستقر ) في المنطقة ، بل تحقيق مزيد من عدم الاستقرار واشعال الحرب الإقليمية لتحقيق اهداف يستفيد منها حلف الناتو ومواجهة أخرى للسيطرة على النفط والممرات المائية ومزيد من التواجد العسكري في المنطقة ، وفي ظل غياب نظام إقليمي عربي موحد فلن اكبر الضرر سيلحق بهم على حساب توسع للقوي الحالية في  المنطقة (إسرائيل وايران ).

  • كاتب

اخبار ذات صلة