تكدس وتأخير وأعطال في المطارات والموانئ البريطانية

طالبت مجموعات حماية المستهلكين بمعاقبة شركات الطيران وإلزامها بتعويض المسافرين الذين ألغيت رحلاتهم الجوية أو تعطلت وتأخرت نتيجة التكدس في المطارات في الأيام الأخيرة، وتشهد مطارات وموانئ بريطانيا فوضى غير مسبوقة مع زيادة عدد المسافرين في عطلة عيد الفصح، وألغت شركات الطيران مئات الرحلات في الأيام الأخيرة، بينما بلغ التكدس والتعطيل في المطارات حداً غير مسبوق، بخاصة في مطار مانشستر، هذا إضافة إلى تعطل السفر بالسيارات إلى أوروبا عبر منفذ العبور البحري من جنوب شرقي إنجلترا، سواء بالعبارات أو عن طريق النفق تحت القنال الإنجليزي.

نقص في العمالة

وتعاني شركات الطيران البريطانية، مثل “بريتيش إيروايز” و”إيزي جيت” وغيرهما من نقص في العمالة لتسيير رحلاتها، سواء من طواقم الضيافة أو العاملين الأرضيين في المطارات، إضافة إلى النقص في موظفي الجوازات والهجرة في المطارات، حيث تتهم إدارات المطارات وزارة الداخلية بأنها سحبت الموظفين من المطارات لتواجه مشاكل الهجرة غير الشرعية عبر البحر من أوروبا إلى بريطانيا.

ويطالب البعض بمنح هيئة الطيران المدني، وهي الجهة المنظمة للسفر الجوي في بريطانيا، سلطات تمكّنها من تغريم شركات الطيران التي لا تفي بالتزاماتها تجاه المسافرين، وفي مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز”، طالب محرر مجلة “هويتش” روري بولاند بأن تدفع شركات الطيران تعويضات للمسافرين الذين ألغيت رحلاتهم لأنها لم تدبر لهم السفر خلال ساعات على خطوط أخرى أو توفر لهم إقامة فندقية، ويمكن أن يحصل المسافر في هذه الحالة على نحو 290 دولاراً كتعويض عن التأخير.

أضاف بولاند، “مع توقع أن يكون موسم الصيف مزدحماً بالمسافرين، فعلى الحكومة أن تعمل مع شركات الطيران والمطارات لضمان توفر الموارد والطاقة الاستيعابية للتعامل مع زيادة عدد المسافرين لأنه لا يمكن إيجاد أي تبرير لتكرار الفشل الحالي، وما كان ممكناً لشركات الطيران أن تتجاهل القوانين وحقوق المسافرين لو كان لدى هيئة الطيران المدني سلطة معاقبتها، وعلى وزارة المواصلات منح الهيئة سلطة فرض العقوبات، كما أنه على الحكومة إسقاط خططها لتعديل نظام التعويضات (عن تأخير وإلغاء الرحلات) لأنه رادع للشركات ألا تعامل المستهلك بشكل غير عادل”.

استمرار المشكلة

وحذرت الحكومة والإعلام بالفعل البريطانيين من استمرار مشاكل السفر في الفترة المقبلة نتيجة عوامل عدة، منها نقص العاملين في الشركات وأعمال الصيانة في بعض المنافذ وتوقف بعض العبارات عن العمل لعدم مطابقتها للمواصفات، وتأتي كل هذه المشاكل في وقت يزيد فيه الطلب على السفر بعد إلغاء القيود التي كانت مفروضة بسب وباء كورونا وإقبال الناس على قضاء العطلات خارج البلاد.

وقال وزير النقل والمواصلات البريطاني غرانت شابس، إنه يتوقع أن تكون الأيام المقلة “مزدحمة جداً”، وهناك عطلة نهاية أسبوع طويلة في بريطانيا تبدأ بعد يومين سيقبل المواطنون على قضائها في الخارج، مضيفاً في مقابلة مع إذاعة “بي بي سي”، “للمرة الأولى، سيتمكن البريطانيون من السفر بشكل أكثر حرية من الدول الأخرى لأنه لم تعد لدينا قيود بسبب فيروس كورونا الآن”، وتابع، “في غاية القلق من قدرة المطارات والموانئ وشركات الطيران والنقل على العودة بسرعة لمستوى نشاطها السابق، لقد حذرناها منذ فترة من أنها بحاجة لرفع استعدادها”.

التصاريح الأمنية

وتشكو إدارات المطارات في بريطانيا من نقص شديد في العاملين، واتهمت بعض تلك الإدارات الحكومة بأنها تأخذ وقتاً أطول من المعتاد لإصدار التصاريح الأمنية للعاملين الجدد ما يعني عدم قدرتها على توفير طواقم كافية لتشغيل المطارات، وبدا ذلك واضحاً في بعض المطارات حيث أُبلغ المسافرون بالقدوم إلى المطار قبل أكثر من ثلاث ساعات على موعد رحلتهم، وفي النهاية وصلت الطوابير كما في مطار مانشستر إلى طول غير مسبوق ومدد انتظار طويلة جداً لإنهاء إجراءات السفر.

وباء كورونا

وكانت المطارات والموانئ وشركات الطيران والنقل البحري ألغت آلاف الوظائف وسرّحت العدد الأكبر من العاملين المهرة فيها في فترة أزمة وباء كورونا، لتفادي الخسائر الهائلة نتيجة الإغلاق الذي أدى إلى شبه توقف للسفر تقريباً، وتسعى المطارات والموانئ والشركات الآن لتوظيف عاملين جدد، لكنها في الوقت نفسه تتبع سياسة خفض كلفة التشغيل لتعظيم الأرباح مع عودة الطلب على السفر، حتى إن شركة الخطوط الجوية البريطانية “بريتيش إيروايز”، أعلنت على موقعها للتوظيف عن مكافأة مبدئية بقيمة أكثر من 1300 دولار لمن ينتقل إليها من موظفي طواقم الضيافة من الشركات الأخرى، لتفادي الوقت الطويل لاستخراج التصاريح والتدريب لأسابيع للموظفين الجدد الذين لم يسبق لهم العمل في الضيافة الجوية.

اندبندنت عربية

اخبار ذات صلة